القامشلي ـ علي عمر
بعد مرور أكثر من عشرة أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في السادس من شباط/ فبراير الجاري، واستمرار عمليات رفع الأنقاض رغم تضاؤل فرص الحصول على ناجين، لا تزال الآثار والتبعات الناتجة عن الكارثة تتصدر المشهد وعناوين الأخبار، حيث تم تسجيل نحو عشرين ألف قتيل وجريح في سوريا في حصيلة غير نهائية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد أن حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا ارتفعت إلى خمسة آلاف وستمئة وواحد وخمسين شخصاً بعموم المناطق السورية في حصيلة غير نهائية قابلة للزيادة بشكل كبير، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من عشرة آلاف جريح، مشيراً إلى أن غالبية الضحايا تم تسجيلهم في حلب وريفها وريف إدلب واللاذقية، في حين ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صادر الأربعاء أنها سجلت مقتل ألفين وأربعمئة وثمانية وسبعين شخصاً في مختلف المناطق السورية جراء الزلزال.
مقتل نحو 4000 شخص جراء الزلزال شمال غرب سوريا
تقارير إعلامية، أفادت أن عدد قتلى الزلزال في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي شمال غرب سوريا، بلغت نحو أربعة آلاف شخص وأكثر من خمسة آلاف جريح في حصيلة غير نهائية فيما لايزال أكثر من ألفي شخص في عداد المفقودين، في حين أفادت مجموعة “الخوذ البيضاء” أن حصيلة الأبنية المنهارة بشكل كامل جراء الزلزال بشمال غرب سوريا بلغت نحو خمسمئة وخمسين مبنىً إضافة لأكثر من ألف وخمسمئة وسبعين مبنىً تضررت بشكل جزئي وآلاف المنازل التي تعرضت للتصدعات، إلى جانب نزوح المئات داخلياً إلى خيم مؤقتة ومراكز إيواء أنشأتها منظمات إنسانية وجمعيات خيرية في المنطقة.
نحو 600 ضحية بجنديرس جراء الزلزال والناحية الأكثر تضرراً
ناحية جنديرس بريف عفرين شمال غربي سوريا، كانت من بين أكثر المناطق السورية تضرراً جراء الزلزال وفق تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية حذرت من كوارث إنسانية تنتظر آلاف السكان هناك والذين قالت إنهم يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة، موثقةً مقتل نحو ستمئة شخص في الناحية وإصابة ونزوح الآلاف إثر الزلزال، في حين أعلن ما يسمى بـ”المجلس المحلي” في جنديرس، أن عدد الضحايا بالناحية بلغ نحو ستمئة شخص في وقت بلغ عدد العائلات المتضررة بشكل كلي ألف ومئة وسبع عوائل، إضافة لألفين وثمانمئة عائلة تضررت بشكل جزئي أي من ناحية تهدم منازلها دون تسجيل ضحايا بشرية، في حين بلغ عدد المباني المتهدمة بشكل كامل مئتين وعشرين بناءً.
وتشهد مناطق شمال غرب سوريا أزمات سكانية ومعيشية فاقمها الزلزال المدمر، حيث قالت وكالة الأمم المتحدة المعنية بتنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو مليون شخص في المنطقة يعيشون في مخيمات شديدة الاكتظاظ معرضة للسيول والحرائق بشكل متكرر، في حين قالت مسؤولة الشأن السوري في “معهد الشرق الأوسط” ومقره واشنطن إيما بيلز، إن مناطق شمال غرب سوريا تفتقر للمساعدات الدولية اللازمة لبناء مساكن طويلة الأجل وغيرها من البنى التحتية الضرورية، محذرةً من انتشار للأمراض والأوبئة في المنطقة جراء تلوث مياه الشرق وغياب المرافق الأساسية.
أكثر من 100 شخص حصيلة ضحايا الزلزال بمناطق الإدارة الذاتية
هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قالت من جانبها في بيان، إن ستة أشخاص فقدوا حياتهم وأصيب مئة آخرون وتسجيل حالات انهيار عصبي في حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب، إضافةً لإصابة خمسة آخرين بريف حلب الشمالي وأربعة في مدينة كوباني وإصابتين بمدينة منبج شمالي البلاد جراء الزلزال المدمر، مشيرةً إلى أن الإحصائيات المذكورة قابلة للتحديث مع استمرار تقييم الأضرار ورفع أنقاض المباني المدمرة.
البيان، أشار كذلك إلى انهيار حوالي مئة وخمسين مبنىً ومنزلاً بشكلٍ كلي وجزئي، ونزوح نحو ستين ألفَ شخص داخلياً، بينهم عشرة آلاف توجّهوا إلى خيم ومراكز إيواء مؤقتة تم إنشاؤها في المنطقة، إضافةً لنزوح ما يقارب من ثلاثة آلاف أسرة من الحييّن إلى مناطق بريف حلب الشمالي.
من جانبها، أفادت وكالة سانا التابعة لحكومة دمشق، بتسجيل ثلاثمئة وتسعين حالة وفاة وأكثر من سبعمئة وخمسين إصابة وانهيار أربعة وخمسين مبنىً في مناطق سيطرة حكومة دمشق بمحافظة حلب فقط، في حين سجلت مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية نحو ثلاثمئة قتيل ومئة وثمانين مصاباً في حصيلة غير نهائية، في وقت وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول جثامين أكثر من ألف وسبعمئة سوري قضوا جراء الزلزال في تركيا من معابر “باب الهوى وباب السلامة والراعي” حتى يوم الخميس السادس عشر من شباط/ فبراير الجاري.