مُسيرة تقتل قيادي في “أحرار الشام ” وتركيا متهمة

ادلب ـ ليث العبدالله

كشفت مصادر عسكرية معارضة “فضلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب خاصة ومنها أمنية” في تصريح لمنصة ‘‘تارجيت’’ الإعلامية، أن الطائرة المسيرة التي استهدفت أحد قياديي حركة أحرار الشام ليل الأربعاء الفائت قرب مدينة الباب شمال شرقي مدينة حلب وتسببت بمقتله، هي مسيرة من طراز بيرقدار تتبع للجيش التركي، مستنداً بكلامه على مؤشرات عدة أهمها التعتيم الإعلامي الذي جرى حول الحادثة، إضافة لعدم تبني العملية من قبل “التحالف الدولي” حتى الآن.

وتعرض المدعو صدام الموسى المعروف بـ “أبو عدي عولان” الذي يشغل منصب قائد لواء أحرار عولان “أحد تشكيلات حركة الشام الإسلامية الفعالة ضمن القاطع الشرقي، إلى جانب توليه الملف الأمني في مناطق نفوذه شرقي حلب”، أول أمس الأربعاء، لاستهداف بصاروخ موجه من طائرة بدون طيار “قيل أنها مجهولة” قرب منزله الكائن في قرية الحدث التابعة لمدينة الباب، أسفر عن إصابته بجروح خطيرة وبتر إحدى قدميه قبل أن يتوفي في إحدى النقاط الطبية العاملة بالمنطقة بعد نقله إليها من قبل الأهالي.

ما مصلحة تركيا بقتله؟
أوضحت مصادر “تارجيت” التي وجهت أصابع الاتهام نحو تركيا، أن صدام الموسى يعد من أبرز القادة الحلفاء والأقوياء المقربين من “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة المسيطرة على محافظة إدلب وأجزاء من أرياف اللاذقية وحماة وحلب، وأن عملية اغتياله جاءت بعد خلافات حادة مع القوات التركية التي طلبت منه سحب قواته التي يقدر عددها بألفي مقاتل، من معبر “الحمران” الاقتصادي الذي يفصل بين مناطق “الإدارة الذاتية” ومناطق ما يسمى “الجيش الوطني السوري” الواقع قرب مدينة جرابلس شرقي حلب، وذلك بهدف إعادة تسليمه للحكومة السورية المؤقتة التي كانت تديره عن طريق الفيلق الثالث قُبيل أن ينسحب منه لصالح “أحرار الشام” على خلفية الاقتتالات الفصائلية التي شهدتها المنطقة في أكتوبر / تشرين الأول من العام الفائت، والتي شاركت فيها ‘‘تحرير الشام’’ إلى جانب الأخيرة وفرقتي ‘‘الحمزات والعمشات’’ في منطقة عمليات غصن الزيتون (عفرين وريفها).

وكشفت المصادر ذاتها، أن تركيا طالبت “أبو عدي عولان” عدة مرات بضرورة الانسحاب من المعبر بعد اتفاق جميع الفصائل بتوجيه من تركيا، على ضرورة تسليم جميع المعابر وايراداتها إلى الحكومة المؤقتة، إلا أنه كان يرد بالرفض على تلك الطلبات بمساندة من ‘‘هيئة تحرير الشام’’ التي تدخلت وشاركت في الاقتتال بغية وصول قواتها إلى تلك المناطق ثم السيطرة على كافة المعابر الحدودية مع تركيا من جهة، إضافة للمعابر التي تربط بين مناطق “الإدارة الذاتية والجيش الوطني” من جهة أُخرى، ما دفع الاستخبارات التركية للتخلص من الموسى “الذي اعتبرته تركيا أنه الذراع الأيمن لتحرير الشام في تلك المناطق” عبر طائرة مسيرة كخطوة مبدئية لتستطيع نزع المعبر وتعيده “للمؤقتة”.

أهمية معبر الحمران
يُعد “معبر الحمران” أحد أهم المعابر الأكثر دخلاً في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، ولأن مردوده المادي ضخم جداً امتنع القاطع الشرقي في جماعة “أحرار الشام” عن الانسحاب منه، واتفق مع حليفته “تحرير الشام” بشكل مباشر على تقاسم كتلة المعبر المالية مناصفةً بعيداً عن “الحكومة المؤقتة” مقابل الوقوف إلى جانبها في حال حدث اقتتال ما، وكانت مصادر “تارجيتط قد أوضحت في حديثها مسبقاً؛ “أن فصائل الجيش الوطني المدعومة تركياً اتفقت على توحيد الصندوق المالي لجميع المعابر التي تسيطر عليها، سواء الحدودية مع تركيا، أو الداخلية التي ترتبط مع النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية”.

توترات فصائلية جديدة
تشهد منطقة عفرين منذ قرابة الأسبوع، توترات جديدة واستنفارات متبادلة بين تشكيلات الجيش الوطني من جهة، وهيئة تحرير الشام إلى جانب حلفائها في المنطقة من جهة ثانية على خلفية عدم تنفيذ بنود الاتفاق التي تمت بين الأطراف المتناحرة خلال الاقتتال الأخير، فضلاً عن ظهور خلافات داخلية في حركة أحرار الشام ‘‘القاطع الشرقي’’ الذي انتزع “معبر الحمران” من فصائل الوطني بسبب رغبتهم بتفيذ الاتفاق.

وتزامناً مع ذلك، قام جهاز الأمن العام التابع لتحرير الشام باعتقال أحد قياديي القاطع الشرقي في أحرار الشام المدعو “أبو دجانة الكردي” الذي يعتبر أيضاً أحد أهم الأشخاص المقربين من أبو محمد الجولاني، أثناء تواجده في إدلب، فضلاً عن محاولة جهاز الأمن اعتقال قيادي آخر للأخيرة يدعى “أبو الوليد أحرار” إلا أنه لاذ بالفرار.

ويقدر عدد عناصر “القاطع الشرقي في حركة أحرار الشام” الذي يعتبر حليف قوي وذراع “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة في مناطق حلب الشمالية، بـ ألفي مقاتل معظمهم من أبناء ريف حلب الشمالي والشرقي ويتخذون من قرى عبلة وعولان بريف مدينة الباب مواقع رئيسية لهم.

قد يعجبك ايضا