القامشلي ـ علي عمر
على وقع ملفات خلافية شائكة وتباين في المواقف بشأن كثير من القضايا الإقليمية والدولية، أبرزها تطبيع أنقرة مع حكومة دمشق وتهديداتها بشن هجوم بري على مناطق بشمال وشرق سوريا المرفوض أمريكياً، يصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى واشنطن ويلتقي نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في إطار “الآلية الاستراتيجية الأمريكية التركية”.
الزيارة التي سبقتها مباحثات بين جاويش أوغلو ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في أنقرة، تحمل جملة من الملفات ستكون على طاولة الحوار، تتعلق بممارسات وتوجهات تركيا مؤخراً والتي تثير امتعاض الولايات المتحدة بدءاً بالتقارب مع روسيا والاتهامات بالتفافها على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وعرقلتها انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” ووضعها شروط يعتبرها الغرب صعبة التحقيق وتندرج ضمن خانة الابتزاز السياسي للسماح بانضمام الدولتين للحلف.
ربط صفقة “إف16” بعدم تنفيذ تركيا هجوم عسكري بشمال وشرق سوريا
موقع “صوت أمريكا”، كشف في تقرير له نقلاً عن رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز “ويلسون” الأمريكي جيمس جيفري، تصدر طلب تركيا من الولايات المتحدة الحصول على طائرات “إف16” جدول المحادثات، متوقعاً اشتراط واشنطن لإتمام هذه الصفقة وحصول أنقرة على دعم الكونغرس في هذا الشأن، تعهدها بعدم تنفيذ هجوم بري على مناطق بشمال وشرق سوريا، وسماحها بانضمام السويد وفنلندا للناتو، في حين شدد الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل، على ضرورة أن تربط الولايات المتحدة صفقة طائرات “إف16” بالاتفاق على عدم تنفيذ هجوم عسكري في شمال وشرق سوريا وزعزعة الاستقرار هناك، وبالدعم التركي لتوسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وتأتي زيارة جاويش أوغلو لواشنطن بعد أقل من أسبوع على إعلان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز، معارضته بيع طائرات “إف16” لتركيا، قائلاً إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “يتجاهل حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية وينخرط في سلوك مزعزع للاستقرار في تركيا ومناوئ لدول مجاورة لحلف الأطلسي، في وقت قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” باتريك رايدر خلال الاجتماع الأسبوعي للوزارة، إن الإدارة الأمريكية أبلغت تركيا رفضها القاطع لأي هجوم عسكري على شمال وشرق سوريا، وأن مثل هذا الهجوم سيزعزع استقرار المنطقة ويعرض جهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي للخطر، فيما دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون لـ”طرد تركيا من حلف “الناتو” أو تعليق عضويتها بالحلف، رداً على ما أسماه “السلوك السام” لأردوغان.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي نمرود سليمان، قال في تصريحات لمنصة تارجيت، إن الولايات المتحدة هي من أرادت هذه الزيارة واللقاء وليس تركيا، والهدف من ذلك الضغط على أنقرة للموافقة على انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، متوقعاً أن مولود جاويش أوغلو هو من سيطرح موضوع التطبيع مع حكومة دمشق على طاولة الحوار.
سليمان أضاف، أن الولايات المتحدة تميز بين تركيا كشريك تاريخي ولعبت دوراً لصالح الولايات المتحدة وحلف “الناتو” على حدود الاتحاد السوفييتي السابق وروسيا حالياً، وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أصبح عبئاً على عليها بحسب افتتاحية لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مشيراً إلى أنه لا يمكن نسيان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما كان مرشحاً للرئاسة قال “سنعمل على إسقاط أردوغان من خلال المعارضة التركية” وهذا هو السبب وراء التقارب الكبير بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسعي الأخير بكل قوة من أجل نجاح أردوغن في الانتخابات القادمة في تركيا.
صحيفة: ترجح زيارة ماكغورك لمناطق شمال وشرق سوريا
في غضون ذلك، رجحت صحيفة “المدن” اللبنانية نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن يجري منسق البيت الأبيض للشؤون الأمنية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك وفريقه، زيارة لمناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قريباً، قادماً من إقليم كردستان، ويلتقي مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية، ويبحث هناك الحوار الكردي الكردي لتقريب وجهات النظر والتوصل لتفاهمات مشتركة، وذلك لإيصال رسائل لتركيا مفادها أن مسار تطبيعها للعلاقات مع حكومة دمشق لن يكون على حساب قسد أو الكرد، مشيرةً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعمدت إيفاد ماكغورك للمنطقة قبل زيار وزير الخارجية التركي إلى واشنطن.
وأكدت المصادر، أن المسؤول الأمريكي طالب المسؤولين بإقليم كردستان بتسهيل عمليات التجارة وتبادل البضائع مع مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وتذليل العقبات أمام تدفق الاستثمارات إلى هذه المناطق، مشيرةً إلى أن الوفد الأميركي لا يمانع إعطاء معبر “سيمالكا” الحدودي صفة رسمية.