مؤتمر التحالف الدولي يدعو الدول لاستعادة عناصر وعوائل داعش من سوريا

القامشلي

خلال اجتماع في العاصمة السعودية الرياض، أكد المشاركون في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، على أهمية مواصلة جهود مكافحة التنظيم وتجفيف منابع تمويله، وضرورة استعادة الدول رعاياها من عناصر داعش وعوائلهم في سجون ومخيمات شمال وشرق سوريا.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال في كلمة خلال الاجتماع، إن الإبقاء على عناصر داعش الأجانب في المخيمات يهدد بعودة التنظيم، ودعا الدول المعنية إلى استعادة مواطنيها من عناصر وعوائل التنظيم من السجون والمخيمات خاصةً شمال شرق سوريا، معتبراً ذلك خطوة مهمة جداً من أجل تفكيك مخيم الهول الذي يأوي الآلاف من عوائل التنظيم.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنه بلاده ملتزمة بدحر تنظيم داعش والتخلص من آفة الإرهاب بشكل نهائي، لافتاً إلى ارتفاع نشاط التنظيمات والعمليات الإرهابية في كل من أفغانستان وبعض المناطق الإفريقية خاصةً منطقة الساحل، التي تحولت إلى إحدى بؤر الإرهاب خلال السنوات الأخيرة.

من جانبه، شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في كلمة خلال افتتاح الاجتماع، على أهمية مكافحة التطرف والإرهاب ومواصلة العمل على منع عودة تنظيم داعش الإرهابي، داعياً إلى ضرورة بذل الجهود الدولية والعمل من أجل منع تنظيم داعش من استغلال أي فرصة للعودة من جديد وتجفيف منابع تمويله، ومشيراً في الوقت نفسه إلى “أن بلاده ستواصل الجهود المنسقة لاقتلاع آفة الإرهاب من جذورها”.

غياب مستغرب لقسد عن الاجتماع

لكن كان من المستغرب في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي، عدم دعوة قوات سوريا الديمقراطية التي كانت رأس الحربة في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي منذ ألفين وأربعة عشر حتى القضاء عليه نهائياً في سوريا، وما تخلل ذلك من تحرير معظم المناطق السورية بما في ذلك مدينة الرقة العاصمة المزعومة للتنظيم، كما أن مناطق شمال وشرق سوريا تحوي الآلاف من عناصره المحتجزين، ما يطرح تساؤلاً حول كيفية التعامل الدولي مع الملف وآليات حسمه والازدواجية في التعامل ومدى تأثير ذلك على الجهود التي تستهدف القضاء نهائياً على داعش.

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في حزب الاتحاد الديمقراطي pyd سيهانوك ديبو، قال في تصريحات لمنصة تارجيت الإعلامية: “إنه يؤخذ على الاجتماع نقطتين رغم أهميته وأهمية المخرجات التي تم إعلانها، إذ إنه كان سيحظى بأهمية أكبر في حال حضرت قوات سوريا الديمقراطية هذا الاجتماع كجهة سورية محورية في التصدي لتنظيم داعش، فشراكة قسد مع التحالف الدولي العربي ضد الإرهاب أثمرت نتائج مهمة، ويجب أن تتطور هذه الشراكة لإنهاء داعش وتجفيف منابع دعمه الفكرية والمالية والمادية، كما أن حضورها مهم للحظة أيضاً من جانب ضرورة إيجاد حل للآلاف من معتقلي داعش المحتجزين لدى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

دعوة لمحاكمة عناصر داعش في سوريا

ويضيف ديبو، “أن المقاربة المنصفة بشأن ملف عناصر داعش المحتجزين، ستكون بإقامة محكمة إرهاب في مناطق الإدارة الذاتية في ظل التفاعل الخجول من تسلم الدول لمقاتليها المتوزعين على 64 جنسية إقليمية وعالمية، وفي ظل عدم إبداء خطوات جدية لإعادة هؤلاء لبلدانهم طيلة خمس سنوات ماضية، مشيراً إلى أن الاجتماع توقف وتم التركيز فيه على البعد الإنساني المتعلق بجانب المعابر، لكن ما تم تناوله لا يعتبر كافياً، حيث من الخطأ الاستمرار في إغفال عدم فتح معبر اليعربية/ تل كوجر، ويجب أن يتم فصل تسييس المعابر وكل مسألة إنسانية في سوريا”

يشار، إلى أنه ورغم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي عسكرياً في العراق عام ألفين وسبعة عشر وسوريا عام ألفين وتسعة عشر على يد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمحاربة داعش في آخر معاقله ببلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، إلا أن خلايا التنظيم لا تزال تشن هجمات في البلدين وتحاول استغلال أي فرصة للظهور مجدداً، كما حدث في سجن الصناعة بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا في العشرين من كانون الثاني/ يناير عام ألفين واثنين وعشرين، عندما شن عناصر التنظيم هجوماً على السجن أسفر عن مقتل أكثر من مئة وعشرين شخصاً من المدنيين وقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، إضافة للمئات من الإرهابيين، قبل أن تتمكن قسد من السيطرة على الموقف، كما شهد مخيم الهول الذي يضم أكثر من عشرة آلاف شخص من عوائل داعش، هجوماً مماثلاً بالتزامن مع الهجوم العسكري للاحتلال التركي على مدينتي رأس العين وتل أبيض عام ألفين وتسعة عشر.

وتسلط هذه الهجمات والتهديدات المتكررة للتنظيم الإرهابي، الضوء على ملف عناصر التنظيم المحتجزين في سجون الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وعوائلهم المتواجدين في مخيمات المنطقة، وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في إنهاء هذا الملف الذي يشكل قنبلة موقوتة تهدد بالانفجار في أي لحظة، عبر استعادة الدول رعاياها أو إجراء محاكمات للإرهابيين في المنطقة حيث ارتكبوا جرائمهم وتوافر الشهود على ذلك، وهو ما تدعو إليه الإدارة الذاتية مراراً، وتحذر من التأخير في حسم هذه القضية.

قد يعجبك ايضا