بدران جيا كرد: مبادرة الادارة الذاتية موجهة للجميع، وهي وطنية ديمقراطية يبنى عليها

ـ هذه المبادرة سندٌ لكل المحاولات والجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة السورية.
ـ المبادرة ليست على حساب أي طرف، وهي تتسق تماماً مع مصالح الشعب السوري الوطنية.
ـ هذه المبادرة موجهة لكل الأطراف السورية الموجودة على الأرض.
ـ على الدول العربية أن تطور علاقاتها مع كل الشعب السوري وخصوصاً شمال وشرق سوريا.
ـ غياب الدور العربي شجع دول وأطراف أخرى لملئ هذا الفارغ.
ـ هذه المبادرة مهمة ونستطيع البناء عليها لمستقبل سوريا ديمقراطية.

أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يوم الثلاثاء 18/ نيسان عن مبادرة للحل في سوريا وذلك بمؤتمر صحفي عقدته الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية، وقدمت المبادرة رؤية للحل الديمقراطي في سوريا من تسعة نقاط شملت فيها كل جوانب الأزمة السورية وسبل الخروج منها، كما وكشفت عن موقفها من موجة التطبيع مع حكومة دمشق. وللوقوف على تفاصيل هذه المبادرة وموجباتها في هذا التوقيت والرسائل التي أرادت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا توجيهها، التقت منصة تارجيت الإعلامية مع الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “بدران جيا كرد” وكان لها معه هذا الحوار:

1ـ مبادرة الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تتضمن بنود شاملة لكافة الجوانب، ما موجباتها وهل يمكن أن تكون بوابة للحل في سوريا؟
في الوقت الذي نرى فيه انسداداً في محاولات الحوار والحلول للأزمة السورية ومن ضمنها مبادرة الحل الأممية التي تقدم بها “بترسون” والتي وصلت لأفق مسدود بدون تحقيق أي تقدم، وعليه تزداد معاناة الشعب السوري وتتعمق الأزمة السورية، ونحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومن منطلق المسؤولية ارتأينا أن نتقدم بمبادرة لتكون سنداً لكل المحاولات والجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة السورية وكسر الجمود الحاصل في هذه الجهود وتحقيق خرق ما، هي محاولة من جانب الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتي تتمتع بمقدرات ومقومات سياسية وعسكرية واقتصادية تخولها لتلعب دوراً فاعلاً في مساعي حل الأزمة السورية ،وبتعبير آخر نحن أعلنا هذه المبادرة استناداً الى قدرتنا على لعب هذا الدور،هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن كإدارة ذاتية لشمال وشرق سوريا أردنا أن نوضح مرة أخرى للرأي العام موقفنا ورؤيتنا لاطار الحل في سوريا بالتزامن مع مساعي التطبيع مع النظام السوري سواءً العربية أو التركية، فكل جهة تسعى لحل مشاكلها مع النظام السوري من منظور مصالحها الضيقة فقط بدون بحث الأطر الشاملة للأزمة السورية ووضع حلول ناجعة لها تضمن حقوق جميع مكوناتها، ونحن أردنا بالتوازي مع موجة التطبيع مع النظام السوري والتحركات الدبلوماسية المكوكية أن نطرح موقفنا ورؤيتنا بوضوح وشفافية، ولربما كانت الأنظار أحياناً مصوبة نحو الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لمعرفة موقفها من التطبيع مع النظام السوري ولذلك كان من الضروري أن نقدم هذه المبادرة لتوضيح موقفنا.

2 ـ المناخ الدولي يبدو أكثر تقبلا للحل في سوريا.. هل تتوقعون استجابة بداية من الأطراف الفاعلة بالأزمة السورية؟
المبادرة ليست على حساب أي طرف على العكس من ذلك هي تتسق تماماً مع مصالح الشعب السوري الوطنية، وهي الحل الأنجع لإنهاء الأزمة السورية والمعاناة التي تتسبب بها، وفي نفس الوقت من الجانب الإنساني رغم أن الإدارة الذاتية قد وضعت نفسها تحت عبئ مسؤولية كبيرة عندما وجهت نداءها لللاجئين من أبناء شعبنا السوري في كل مكان والذين يقاسون الأمرّين، وأكدنا مرة أخرى أن أبواب مناطق الإدارة الذاتية مشرعة لاستقبالهم وطبعاً اذا ما تحقق ذلك فسيكون في اطار جملة من الإجراءات والتوافقات مع بعض الأطراف لأنها مسؤولية كبيرة ويجب لفت أنظار الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لنستطيع سوياً إيجاد حلول مناسبة لمشكلة اللاجئين والنازحين والمهجرين قسراً حتى تنضج الظروف لعودتهم الى مناطقهم وقراهم الأصلية، ولذلك وبشكل طارئ ومؤقت نستطيع أن نفتح أبواب مناطق الإدارة الذاتية لكل اللاجئين وفق إجراءات وآليات سيتم بحثها في أطرها المناسبة، ومن جهة أخرى فان هذه المبادرة تدعو الى حل سياسي ديمقراطي لسوريا موحدة، وهي لمصلحة السوريين جميعاً، ولذلك من الضروري أن يكون هناك دعم ومساندة من قبل كل السوريين لهذه المبادرة، لأنه لا سبيل الى انهاء وتقصير عمر الأزمة السورية الا عبر هذه المبادرة، ولذلك نأمل من السوريين والدول العربية الفاعلة في الأزمة السورية وكذلك المتأثرة بالانعكاسات السلبية لهذه الأزمة في موضوع اللاجئين والمخدرات وكل ما يتعلق بالأمن والإرهاب أن يتفاعلوا مع هذه المبادرة ويساعدوننا بدعمهم لها ودفعها معنا لتترجم على الأرض، وكذلك نأمل من كل القوى الدولية الفاعلة على الأرض في سوريا للمقاربة الإيجابية لهذه المبادرة سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الروسي وكل الدول المهتمة بالوضع في سوريا، على هذا الأساس بُنِيَت هذه المبادرة.

3 ـ لمن تقدمتم بهذه المبادرة، وهل يمكن أن تلقى استجابة من حكومة دمشق والأطراف المعارضة؟
هذه المبادرة موجهة لكل الأطراف السورية الموجودة على الأرض، أولاً هي موجهة للنظام السوري لأنها الجزء الأساسي في الأزمة السورية ولذلك ستكون قادرة على أن تلعب دوراً أيضاً في الحل، وكذلك هي موجهة للأطراف السورية الأخرى “كتل وأحزاب وشخصيات سياسية ديمقراطية” والتي ترى نفسها معارضة وطنية سورية، وكذلك المبادرة موجهة لتركيا والتي لعبت دوراً سلبياً لتعميق الأزمة السورية والتي تحتل جزءً كبيراً من الأرض السورية، وهي تعيق حل الأزمة حتى الآن، ولذلك رسالتنا موجهة أيضاً لها لإنهاء احتلالها للأراضي السورية ووقف هجماتها وعدوانها، وعلى هذا الصعيد نحن نؤكد بأننا نريد أن نكون مع كل دول الجوار على وفاق وسلام.
نستطيع القول أن أي طرف على علاقة بالأزمة السورية ويشعر بالمسؤولية تجاهها هي جهة مخاطبة لهذه المبادرة ورسالتنا موجهة للجميع، وفي هذا الصدد نحن أوضحنا موقفنا ونياتنا من خلال اعلاننا لهذه المبادرة ولذلك أصبحت الكرة في ملعب كل الأطراف التي وجهنا رسالتنا من خلال هذه المبادرة لهم فاذا كانت لديهم النيات الصادقة للحوار وإيجاد حلول جذرية للأزمة السورية فلا ريب في أننا سنقدم على خطوات عملية وفعلية لتحقيق حل شامل للأزمة السورية.

4 ـ هل يمكن أن تغير حكومة دمشق من عقليتها وتتخلى عن الحل العسكري والأمني، وكيف تنظرون لمواقف الدول العربية الأخيرة؟
بالطبع فان النظام السوري يرى نفسه في هذه المرحلة منتصراً مع موجة التطبيع العربي التركي، وكأنه قد تخلص من جميع مشاكله وليبدأ بإدرة دفة الحكم في سوريا كما السابق، ولكن هذا انفصام عن الواقع واحتيال على الذات، على العكس من ذلك ليس من الممكن عودة النظام ومؤسساته كما كان سابقاً وهذا واضح للجميع، فلقد طرأت تغيرات كثيرة وعميقة للوضع في سوريا على كل الأصعدة “السياسية، العسكرية، الاقتصادية والمجتمعية” ومع هذه التغيرات لا يمكن للنظام ممارسة نفس السياسات السابقة وادارة البلاد وفق تلك السياسات، هناك حاجة بسلوكيات وسياسات جديدة ودستور سوري جديد ليتمكن من احتواء المتغيرات والتعامل معها.
وعلى الضفة الأخرى يجب على الدول العربية أن لا تتعامل مع المسألة على مستوى دمشق فقط وحل مشاكلها مع النظام وتحسين علاقاتها معه، ولذلك نتوجه للدول العربية للتعامل مع حكومة دمشق على أساس الحل السياسي السوري الشامل الذي يضمن حقوق جميع السوريين، وعلى أسس التغيير السياسي وليس عودة النظام لسياساته السابقة…لا يمكن حل الأزمة السورية بهذه الطريقة، وحتى تلك الملفات الإشكالية التي تخشاها الدول العربية مع حكومة دمشق لا يمكن حلها هكذا وعلى العكس من ذلك ستزداد عمقاً واتساعاً، ولذلك على الدول العربية أن تطور علاقاتها مع كل الشعب السوري وخصوصاً شمال وشرق سوريا فهو جزء مهم من سوريا ونموذج وتجربة متقدمة تمتلك مقومات ومكاسب على الأرض ولذلك من الضرورة بمكان أن تطور الدول العربية علاقاتها مع هذا الجزء من سوريا أيضاً وليس فقط مع النظام وكأن كل شيئ قد يحل مع حكومة دمشق فقط وهذا خاطئ وغير مجد، وسوف يؤدي الى انقسامات عميقة وتأزيم للمشكلة عموماً في سوريا وسيسهم بتخندقات وصراعات أكثر عمقاً، ولذلك على الدول العربية أن تؤسس لعلاقات مع كل الشعب السوري وأطيافه ومكوناته لخدمة الاستقرار والحل في سوريا.

5 ـ هل يمكن التعويل على دور عربي في الحل السياسي بناء على هكذا مبادرة؟
بالطبع فان دور الدول العربية ـ قبل أي طرف آخر ـ مهم لانهاء الأزمة السورية ، شهدنا غياباً لهذا الدور حتى الآن وهذا ما شجع دول وأطراف أخرى لملئ هذا الفراغ وهذا ما ساهم في تعميق الأزمة السورية، وعليه يجب تفعيل الدور العربي أكثر حقيقةً، ونحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على استعداد تام ومنفتحون على تطوير علاقاتنا مع الدول العربية حتى في الملفات التي تثير خشيتها وتعاني منها كـ مشكلة اللاجئين السوريين، والإرهاب، والمخدرات لدينا القدرة والإمكانات التي تخولنا للتعامل والمساعدة في هذه الملفات جنباً الى جنب مع الدول العربية.

6 ـ لماذا اخترتم هذا التوقيت لإعلان هذه المبادرة، هل لذلك علاقة بموجة التطبيع العربي والتركي مع حكومة دمشق؟
نعتقد أنه في هذه الفترة باتت الحاجة ملحة لمبادرة سورية وطنية لتحريك وتفعيل الحوار “السوري ـ السوري” …هذا هو التوقيت الأنسب لهكذا مبادرة بالتزمن مع بحث أطراف أخرى أيضاً لمخرج للوضع السوري وتطوير الحوار لايجاد حلول، وبناء على ذلك يجب دعم ومساندة مبادرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من الجميع لأنها مبادرة يُبنى عليها وهي سورية وطنية في اطار سوريا موحدة تأسست على مشتركات استراتيجية وطنية وعلى أساس صون وحماية خصوصية وحقوق كل مكونات سوريا، وحماية غناها الثقافي والديني والعقائدي والعيش المشترك فيها، وهذه المبادرة تفتح الطريق لنظام ديمقراطي يكفل المساواة لكل السوريين، وتحمل مسؤولية ضمان حل المشكلات التي يعاني منها المجتمع السوري، ولذلك نعتقد أن هذه المبادرة مهمة ونستطيع البناء عليها لمستقبل سوريا ديمقراطية.

قد يعجبك ايضا