رَامِي عَبْد الرَّحْمن لـ”تَارجِيت”: القصْف على الجولان “مسْؤوليَّة النِّظَام”

قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “القصف على الجولان لا علاقة له على الاطلاق، بمناطق شرق سوريا”، مؤكداً أن “القصف عن الجولان هو من أجل إرسال رسائل لإسرائيل، بأن هذه الجبهة من الممكن أن تُفتح في أي لحظة”.

مُردفاً في تصريح خاص لـ”منصة تارجيت الإعلامية”، حول استهداف مجموعة صواريخ لهضبة الجولان، من الجانب السوري للحدود: “حتى ما تعرف بالمقاومة السورية لتحرير الجولان، تعمل بصوره أو بأخرى تحت راية النظام وحزب الله والإيرانيين، يعني هي رسائل لإسرائيل لا أكثر ولا أقل، لأن الصواريخ التي أطلقت ليست بالصواريخ الهامة، هي قذائف صاروخية لا أكثر ولا أقل”.

لواء القدس غير مسؤول
وقد زعم بداية الإعلام الموالي لحكومة دمشق وإيران، أن فصيل “لواء القدس” أعلن مسؤوليته عن “استهداف مواقع للجيش الإسرائيلي” في الجولان السوري، وهو ما نفاه مدير المرصد السوري لـ”تارجيت”، حيث قال عبد الرحمن: “فصيل لواء القدس موجود في حلب بالأساس، ونشأ بحلب، وكان تابعاً في أحد المراحل لأحمد جبريل، ومن ثم انفصل عنه، وساهم بقوة مع النظام في كافة المعارك خلال السنوات الخمس الأخيرة، ومنذ العام 2018، بات يعمل تحت العباءة الروسية بشكل كبير جداً، وترسخ عمله تحمل العباءة الروسية في العام 2019”.

كذلك، نفى لواء القدس نفسه، فيما بعد، للأنباء التي زعمت مسؤوليته عن قصف الجولان، في إشارة إلى تخبط المليشيات التابعة لإيران على الأراضي السورية، وقد أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن “لواء القدس الذي يتحدث عنه البعض، ويعتقد بأنه لواء القدس الموجود في منطقة النيرب بحلب، والذي يعمل مع القوات الروسية في البادية السورية وفي مناطق شرق سوريا، لا تواجد له على الاطلاق في محافظه القنيطرة او محافظه درعا”.

وتابع عبد الرحمن لـ”تارجيت”: “قد يكون هناك فصيل آخر أخذ اسم هذا اللواء، لارتباط الأمر بالقدس الشريف، وهو يعمل تحت ما يعرف بالمقاومة السورية لتحرير الجولان، التي يوجد فيها سوريون وفلسطينيون مُدربون على يد حزب الله اللبناني، أو حركة الجهاد الإسلامي، هم الذين استهدفوا الجولان، لكن لواء القدس الذي يتحدث عنه البعض ويعتقد أنه الموجود في حلب، هذا اللواء لا علاقة له بالقصف لا من قريب ولا من بعيد، حتى لو خرج محمد سعيد قائد اللواء، وقال أنا مسؤول، لأنه لا يوجد لديه اي عنصر في تلك المنطقة”.

المواقع المستهدفة داخل سوريا
وأتى القصف على الجولان، بعدما أطُلقت مجموعة صواريخ، قبل عدة أيام من لبنان، باتجاه مستوطنات إسرائيلية شمالاً، لم تتبنَّها أي جهة، إلا أن إسرائيل رجحت أن تكون حركة حماس مصدرها، وردت بشنّ غارات على غزة وجنوب لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في التاسع من أبريل الجاري، أن “طائراته قصفت مجمعاً للجيش السوري وأنظمة رادار ومواقع مدفعية، رداً على إطلاق صواريخ نحو الجولان ليلاً”، وحمل الجيش الإسرائيلي “الدولة السورية المسؤولية عن جميع الأعمال التي تتم على أراضيها”.

وحول طبيعة المواقع التي طالها القصف الإسرائيلي، قال عبد الرحمن لـ”تارجيت”: “بالنسبة للمناطق المقصوفة، هي اللواء 90 في منطقه القنيطرة، على الحدود مع الجولان السوري المحتل، وأيضاً اللواء 52 في ريف درعا الشرقي، وكتيبه الرادارات في ريف السويداء الغربي، أي أن جميع المناطق التي استهدفت، هي مناطق عسكرية لقوات النظام، بين مزدوجين “الجيش العربي السوري”، وجرى استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلية”.

مُتابعاً: “طبعاً تم استهداف صواريخ قواعد الرادار، لمحاولة تحييد صواريخ الدفاع الجوي من التشويش على الطائرات الإسرائيلية، أو الرادارات التشويش على الطائرات الإسرائيلية، التي من مهامها إعطاء الأوامر للدفاع الجوي السوري، لاستهداف الطائرات والصواريخ الإسرائيلية”.

ونوّه عبد الرحمن إلى أن “الواء 90 مسؤول عن منطقة القنيطرة، وتعرض القصف أكثر من مرة، أو تعرضت بعض نقاطه للقصف من قبل الإسرائيليين، بالدبابات وأيضاً بالطائرات المروحية التي قصفته من فوق الجولان المحتل خلال الأعوام الفائتة”.

الروس غير مهتمون بالجولان
وبخصوص ما إن كان قصف الجولان، إشارة إلى وجود تعارض روسي مع إيران في جنوب سوريا، أم ضوءً أخضراً روسياً إيران بقصف إسرائيل، قال عبد الرحمن لـ”تارجيت”: “الروس منشغلون بالحرب في أوكرانيا، وليسوا متفرغين لموضوع الجولان، خصوصاً أن الإيرانيين ومنذ اللحظة الأولى موجودون في كل مناطق، تحت لباس قوات النظام”.

وختم عبد الرحمن بالقول: “هو التصعيد الأخطر منذ سنين طويلة، ففي كل مرة كانت إسرائيل تستبيح الأراضي السورية، ويحتفظ النظام بحق الرد، لكن النظام مسؤول عن القصف نعم، لأن المناطق المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ، خاضعة لسيطرته، ولا يوجد أي تحرك فيها إلا بإذن حزب الله أو المُخابرات العسكرية وأجهزة النظام الأمنية، والرد كان بعلم النظام، وليس بعيداً عنه، مثل ما كان عليه الحال، أو مثلما إدعى حزب الله من جنوب لبنان”.

قد يعجبك ايضا