– الهلال الأحمر الكُردي، منظمة إنسانية تعمل وفق مبادئ الصليب الأحمر الدولي
– نشأنا من مجموعة قليلة من المتطوعين
– مع بداية الزلزال، أعلنا عن حالة طوارئ، وتدخلت فرقنا الطبية لإنقاذ المدنيين
– حكومة دمشق أوقفت مساعدتنا لمده 15 يوماً
– لا توجد استجابة لا للمطالب بالمساعدات، ولا لإيقاف الخلافات السياسية
– نعمل بدون تمييز، وكان نداءنا الأول بأن يسمح لنا بُمساعدة الأهالي سواء الذين يخضعون لسيطرة حكومة دمشق، أو في عفرين الخاضعة لسيطرة المُحتل التركي
– نُطالب بتحييد الشق الإنساني الطارئ عن الجانب السياسي
– الوقت مُناسب لتراجع مجلس الأمن عن قراره بإغلاق معبر اليعربية
ضرب زلزال مُدمر منطقة “قهرمان مرعش” جنوب تركيا، في السادس من فبراير الجاري، وطال بنتائجه الكارثية مناطق شمال وغرب سوريا، سواء تلك التي تخضع لسيطرة حكومة دمشق، أو الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، وهي وريثة “جبهة النصرة\فرع القاعدة في سوريا”.
وخلال تلك الأزمة، برزت مجموعة منظمات عملت على تقديم خدامتها للمتضررين من كارثة الزلزال، بيد أن الخلافات السياسية المحتدمة بين الفرقاء السوريين، بقيت مهيمنة على المشهد، وأخّرت جهود إغاثة المصابين أو رفع الأنقاض عن الضحايا، وهو ما أثار استهجاناً في الداخل السوري أو خارجه.
الهلال الأحمر الكردي، كان واحداً من المنظمات التي سعت وفق إمكاناتها، وهي لا تبدو كبيرة، مُقارنة مع هول الكارثة والمصاب، لتقديم ما أمكن لها، حيث جهزت عدة قوافل مُساعدات إلى المناطق الخاضعة سيطرة حكومة دمشق، أو تلك الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة وتركيا شمال غرب البلاد.
وفي الصدد، أجرت “منصة تارجيت الإعلامية” حواراً مع “إيفا أحمد علي”، وهي الرئيسة المشتركة لمنظمة الأحمر الكُردي، للوقوف على نشاطهم عموماً، وبفترة الزلال المُدمر خصوصاً.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
– بداية، لو تعرفوا القارئ بنبذة قصيرة عن منظمتكم وتاريخ نشؤها، وأسباب ذلك؟
“منظمه الهلال الأحمر الكردي، منظمة إنسانية غير حكومية، تعمل وفق مبادئ الصليب الأحمر الدولي، وقد تأسست بتاريخ 12/12/2012، بسبب الظروف التي تعرضت لها المنطقة، من نقص في الموارد الطبية والدواء والكوادر”، إذ “نشأت من مجموعة قليلة من المتطوعين، إلى أن تطورت ووصلت إلى 1700 كادر، و52 نقطة طبية متوزعة بين مستوصفات ومشافي، وعيادات متنقلة”.
– منذ السادس من فبراير الجاري، مع وقوع زلزال قهرمان مرعش جنوب تركيا، وفي شمال غرب سوريا، كيف تعاطيتم مع الكارثة ضمن المناطق التي لكم تواجد فيها؟
“مع بداية الزلزال الذي ضرب الأراضي التركية، وأثر بشكل كبير على مناطق شمال وغرب سوريا، نحن كالهلال الأحمر الكردي، أعلنا عن حالة طوارئ، وتم ايقاف الحالات الباردة والتي من ضمنها نقل المرضى، وقمنا بإنشاء خيم ايواء لاستقبال الأهالي الذين عانوا من الذعر والخوف، في جميع مناطق شمال وشرق سوريا”.
“كما تدخلت فرقنا الطبية في منطقة الشهباء، لإنقاذ المدنيين في الشيخ مقصود (حي تُسيطر عليه “الإدارة الذاتية” ضمن مدينة حلب شمال سوريا)، بجانب القيام بنوبات عن طريق العيادات المُتنقلة بين نازحي الشيخ مقصود في الشهباء، والذين هم حوالي 3000 عائلة، منتشرون بين مخيمات وقرى متفرقة بالمنطقة”، “بالإضافة إلى جمع المساعدات من المنظمات الشريكة، كالهلال الأحمر الكُردستاني في أوروبا”.
– ضمن مناطق تواجدكم، توجد منطقتان هما (أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحلب) و(الشهباء وشيراوا، بريف حلب الشمالي)، فرضت عليهما حكومة دمشق حصاراً قبل فترة، هل لا زلتم تواجهون الإشكال نفسه من حصار القوات الحكومية لتلك لها، أم إنكم تمكنتم من إرسال مساعدات إليها، وما هي طبيعتها؟
“في أول يوم من الزلزال، تمكننا من إرسال شحنة خيم واسفنجات، وفي اليوم التالي جهزنا قافلة مكونة من شحنة ادوية وشحنة اسفنجات وبطانيات وحليب أطفال وغذاء وخيم، لكن للأسف توقفت لمده 15 يوماً إلى أن سمحت حكومة دمشق لها بالدخول”.
“الآن كوادرنا تعمل على إنشاء مُخيم للنازحين، والتي ذكرت سابقاُ إنهم نحو 3000 عائلة، ممن نزحوا من الشيخ مقصود للشهباء، بجانب تأمين كل الاحتياجات وسبل العيش لهم”.
– منذ الكارثة، سمعنا أصواتاً كثيرة تُطالب بتحييد الشق الإنساني الطارئ عن الجانب السياسي، والخصومات التي أنتجتها الحرب الأهلية السورية خلال العقد المنصرم، هل تمكنت أقطاب الصراع بتقييمكم، من الاستجابة لذلك؟
“للأسف لا توجد أي استجابة، لا للمطالب بالمساعدات، ولا لإيقاف الخلافات السياسية، فحسب حجم الكارثة، لم تصل مساعدات إلى مناطق شمال وشرق سوريا، ومعبر سيمالكا (مع إقليم كُردستان العراق) أيضاً تم إغلاقه بوجه المساعدات، دون توضيح الأسباب أو الشروط”.
– كهلال أحمر كُردي في سوريا تشكل عقب الحرب الأهلية في سوريا، هل أنتم مختصون بمساعدة أبناء المكون الكُردي تحديداً في سوريا، أم أن مساعداتكم تصل لجميع السوريين؟
“الهلال الاحمر الكُردي مُنظمة إنسانية، مُستقلة، حيادية، وغير عنصرية، وكما هو معروف، فإن شمال وشرق سوريا خليط من الأكراد، العرب، المسيحيين وطوائف أخرى”.
“نحن كهلال، نعمل على هذا الاساس بدون تمييز، وقد كان نداءنا الأول بأن يسمح لنا بمساعدة الأهالي في الداخل، سواء الذين يخضعون لسيطرة حكومة دمشق، أو في عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا”.
– رسالتكم الأخيرة في هذه الكارثة، لكل الأطراف السورية؟
“رسالتنا الأخيرة، هي المطالبة بتحييد الشق الانساني الطارئ عن الجانب السياسي، فهذه الكارثة إنسانية وبعيدة عن الصراع السياسي، وأن يكون هناك مساواة في توزيع المساعدات، وتوجيهها إلى مناطق شمال وشرق سوريا”.
“نرجو حكومة دمشق تلافي الخلافات السياسية، وعدم جعلها عائقاً أمام إدخالنا المساعدات لمناطق حلب، وكذلك حول معبر سيمالكا، فإننا ندعو حكومة الإقليم (إقليم كردستان العراق)، للتراجع قرار إغلاقه، كونه المعبر الانساني الوحيد لإيصال المساعدات”.
“أيضاً فإن هذا الوقت مُناسب جداً لتراجع مجلس الأمن عن قراره الذي أصدره عام 2021، والقاضي بإغلاق معبر اليعربية، بغية إعادة فتحه من جديد، وإيصال المساعدات عبره”.