في ظل التزايد الكبير والمتسارع لأعداد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في شمال سوريا، وإعلان فرق الدفاع المدني التحول من مرحلة الإنقاذ إلى مرحلة انتشال الجثث بعد مرور أسبوع على الكارثة وتضاؤل فرص العثور على ناجين تحت الأنقاض والذين يقدر عددهم بالآلاف، تتواصل الدعوات من جهات دولية ومنظمات حقوقية وإنسانية بضرورة إزالة جميع العوائق أمام جهود الإنقاذ والإسراع بدخول المساعدات الإنسانية.
مئة وثمان وثلاثون منظمة حقوقية سورية بينها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ومنظمة عفرين لحقوق الإنسان وأمل بلا حدود والجمعية الآثورية للإعانة والتنمية، دعت في بيان مشترك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم وضمان إيصال المساعدات للمتضررين من الزلزال، مطالبةً بفتح جميع المعابر الحدودية مع سوريا بما فيها معبر اليعربية/ تل كوجر على الحدود العراقية، والإسراع بإرسال فرق الاستجابة الأولية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة والمساهمة في عمليات إنقاذ المفقودين، مشددةً على ضرورة استخدام الولايات المتحدة نفوذها لدى الدول الإقليمية وأطراف النزاع في سوريا من أجل ضمان إدخال المساعدات بشكل عاجل عبر كل المنافذ الحدودية لسوريا بما في ذلك مع إقليم كردستان بما يضمن وصولها بشكل أسرع للمتضررين، مشيرةً إلى ضرورة فتح دول الجوار جميع المعابر مع سوريا وتسهيل عبور فرق الإنقاذ والآليات الثقيلة.
البيان طالب أطراف النزاع في سوريا وعلى رأسهم حكومة دمشق والاحتلال التركي والفصائل المسلحة، بوقف جميع العمليات القتالية والسماح بوصول فرق الإغاثة والمساعدات الإنسانية القادمة من الداخل والخارج إلى جميع المناطق المتضررة دون استثناء، مؤكداً على ضرورة تعاون الاحتلال التركي مع السلطات المحلية والدولية من أجل الإسراع في عملية إنقاذ العالقين تحت الأنقاض والسماح للطواقم الطبية بالدخول إلى المناطق المنكوبة في سوريا، بالإضافة إلى العمل على حماية السكان في المناطق المحتلة بالشمال السوري.
المدير التنفيذي لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بسام الأحمد، قال في تصريحات لمنصة تارجيت الإعلامية: “إنهم يطالبون بفتح جميع المعابر الحدودية مع سوريا ومن جميع الجهات سواءً شمال غرب أو شمال شرق أو جنوب وبغض النظر عن الجهة المسيطرة، من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين على وجه السرعة وإنقاذ أرواح أكبر عدد ممكن من الناس”.
الأحمد، أضاف أن “هناك عمليات تسييس لملف المساعدات الإنسانية ومحاولة أطراف استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية، حيث أنه وبعد أسبوع على الكارثة دخلت أول دفعة من المساعدات الإنسانية القادمة من مناطق شمال وشرق سوريا للمناطق المنكوبة، بعد منع حكومة دمشق والفصائل التابعة لتركيا دخولها، ما يعتبر “فضيحة كبيرة” تثبت أن هناك محاولات تقييد وتمييز في المساعدات، معتبراً أن فصائل المعارضة من خلال استمرار منع دخول المساعدات القادمة من شمال شرق البلاد، كأنها تأخذ المدنيين في المناطق المنكوبة كرهائن، وتشترط دخول المساعدات حصراً من تركيا، الأمر الذي أدى لتأخير وصولها إلى المحتاجين وبالتالي قلل فرص إنقاذ عدد أكبر من الأرواح، مشيراً إلى أن أي طرف عرقل وصول المساعدات للمتضررين يعتبر شريك ومسؤول مسؤولية مباشرة عن فقدان الناس لأرواحهم.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تدعو لفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية
من جانبها، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عبر رسالة جرى تسليمها لمكتب الأمم المتحدة في مدينة القامشلي المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وفتح جميع المعابر الحدودية، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين على وجه السرعة، منددة بمنع حكومة دمشق والاحتلال التركي والفصائل التابعة له دخول المساعدات للمناطق المتضررة في الأيام الأولى للزلزال، ومؤكدةً أنها وبمساعدة شعبية أطلقت حملة من أجل جمع وتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة كموقف إنساني وأخلاقي وسخرت جميع إمكانياتها في سبيل تقديم المساعدات اللازمة سواءً كانت عينية أو لوجستية أو محروقات، بما يسهم بتخفيف معاناة الأهالي في شمال غربي البلاد.
الإدارة الذاتية، طالبت في رسالتها للأمم المتحدة، القوى الدولية والمنظمات العالمية للتحرك بشكل سريع؛ لإزالة العوائق والتحديات التي تواجه إيصال المساعدات للمحتاجين شمال غربي سوريا، مشددةً على ضرورة قيام المنظمات العالمية والقوى الدولية بواجباتها وفتح المعابر الحدودية وعلى وجه الخصوص معبر اليعربية/ تل كوجر الحدودي الذي أغلق بقرار سياسي من مجلس الأمن الدولي مؤكداً أن إغلاقه يخلق أزمة إنسانية في مناطق شمال وشرق سوريا ويؤثر على عموم المناطق السورية.