“القاطرجي” على لائحة الإرهاب.. صفعة خليجية لحكومة دمشق

صنفت الدول الأعضاء في المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب، الذي يقع مقره الرئيسي في العاصمة السعودية الرياض، الأخوين حسام وبراء قاطرجي، رجلا الأعمال المقربين من حكومة دمشق ضمن الأفراد والكيانات المنتمين لتنظيمات إرهابية، بسبب تسهيلهما تجارة الوقود مع تنظيم داعش الإرهابي، والتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، كما ضمت القائمة أيضاً السوري علاء خنفورة لارتباطه بتنظيم “داعش”.

مُعاقبة الشريان الاقتصادي لحكومة دمشق

وكشفت رئاسة أمن الدولة في السعودية عن القائمة الكاملة التي ضمت 13 فرداً و3 كيانات، بينها 3 أفراد مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، و4 أفراد وشركة واحدة مرتبطين بتنظيم “داعش” الإرهابي، بالإضافة إلى 6 أفراد ممولين منتمين لجماعة “بوكو حرام” وجماعتي “سرايا الأشتر” و “سرايا المختار” البحرينيتين.

ووفقاً للقرار يتم تجميد جميع الأموال والأصول التابعة للمصنفين على لائحة الإرهاب، كما يُحظر القيام بأي تعاملات مباشرة أو غير مباشرة معهم أو لصالحهم، من قبل المؤسسات المالية والمهن والأعمال غير المالية المحددة وكافة الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين.

وجاءت قائمة الإرهاب الخليجية – الأمريكية، لتعاقب في تصنيفها الجديد الشريان الاقتصادي الأهم لحكومة دمشق متمثلاً بمجموعة القاطرجي، باعتباره من الشركات البارزة التي لعبت دور الوسيط في توريد النفط، من مناطق كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي إلى المناطق الحكومية، حيث يمتلك أبناء “القاطرجي” مجموعة واسعة من الشركات التي تعمل في مجالات مختلفة بالعاصمة دمشق وحلب، إضافة إلى مئات العقارات والممتلكات في محافظات دير الزور والحسكة والرقة.

يأتي ذلك بعد ساعات فقط من إدراج وزارة الخزانة الأمريكية شبكة دولية لتهريب النفط إلى حزب الله اللبناني وإيران، على قائمة العقوبات، حيث قالت الوزارة الأمريكية إن الشبكة الدولية لتهريب النفط وغسل الأموال بقيادة مسؤولي فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قامت ببيع النفط الإيراني بملايين الدولارات لكل من الحرس الثوري وحزب الله.

من هم “الأخوة القاطرجي”؟

يترأس حسام من مواليد الرقة عام 1982وهو الشقيق الأوسط وعضو مجلس الشعب الذي لا يملك أي مؤهل علمي رئاسة مجلس إدارة المجموعة، كما ورد اسمه في قائمة العقوبات الأميركية عام 2018، إلى جانب الشقيق الأكبر براء، من مواليد الرقة 1976 والذي لم يكمل تعليمه الابتدائي، فيما يدعى الشقيق الأصغر محمد آغا وهو من مواليد الرقة 1991، ولا يمتلك كذلك أي مؤهل علمي.

وأعلن “الأخوة القاطرجي” في حزيران / يونيو عام 2018، تأسيس شركة للخدمات النفطية والبترولية في سوريا أطلقت عليها اسم “أرفادا البترولية”، لتقوم هذه الشركة بتوقيع عقد مع وزارة النفط، يتضمن صيانة وإعادة تأهيل معمل“ كونيكو ”للغاز، الذي يعتبر من أهم وأبرز المعامل الحديثة في الشرق الأوسط، كما وقعت الشركة عقد صيانة 6 آبار غازية تابعة للمعمل، وكذلك خط نقل الغاز من المعمل إلى محطة جندر لتوليد الطاقة الكهربائية جنوب مدينة حمص.

فعلى نحو معلن تمتلك مجموعة القاطرجي، شركات عديدة بينها شركة قاطرجي للصناعات الهندسية الميكانيكية المغفلة المساهمة الخاصة وشركة أرفادا البترولية وشركة حلب المساهمة المغفلة الخاصة القابضة وشركة أليب للاستشارات والحلول التقنية، بالإضافة إلى شركة جذور للزراعة وتربية الحيوان وفولاذ للصناعة المعدنية وشركة أرمان للإدارة الفندقية والسياحية“، إذ تعود ملكية هذه الشركات للأشقاء الثلاثة بنسب تتراوح محمد براء 34 بالمئة، حسام 33 بالمئة، محمد آغا 33 بالمئة.

رسالة خليجية لحكومة دمشق

إدراج مجموعة القاطرجي الذراع الاقتصادي لحكومة دمشق تزامن مع مرور 5 أعوام على إنشاء مركز استهداف تمويل الإرهاب، الذي يضم في عضويته السعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عُمان والكويت إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يظهر وجود رسالة خليجية موجهة إلى حكومة دمشق بعد حملة التطبيع من قبل بعض الدول العربية والحديث عن عودة الحكومة السورية إلى جامعة الدول العربية قريباً، لكن كل ذلك يبدو أنه بعيد المنال حيث عمدت الدول الخليجية الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب إلى التأكيد على نهجها الثابت في التعامل مع حكومة دمشق، والذي من الممكن أن يتغير إذ غيرت الأخيرة من سلوكها وبالتالي قبولها إجراء انتقال سياسي سلمي في البلاد دون قيد أو شرط.

قد يعجبك ايضا