المتحدث الإقليمي للخارجية الأمريكية لـ”تارجيت”: نخشى تأثير التصعيد شمال سوريا على عملياتنا ضد “داعش”
علق سامويل وربيرج المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات خاصة لمنصة “تارجيت” الإعلامية، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تشعر بالقلق إزاء التصعيد العسكري في شمال سوريا، وخاصة تأثيره على السكان المدنيين وفعالية عملياتنا لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش الإرهابي.
وأكد المتحدث الإقليمي للخارجية الأمريكية، في تصريحه المقتضب، أن الولايات المتحدة تواصل دعواتها إلى وقف التصعيد والحفاظ على وقف إطلاق النار باعتبارهما ركائز أساسية لسياسات واشنطن في سوريا، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الإدارة الأمريكية تتفهم المخاوف الأمنية التركية لكنها لديها مخاوفها كما ذكرت من تأثير هذا التصعيد سواء على الجانب الإنساني أو عمليات مكافحة الإرهاب.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية رأس الحربة التي هزمت تنظيم داعش عام 2019، ويتكون غالبية مقاتليها من الكرد وبعض العرب الذين يقاتلون في صفوفها، ولا تزال قوات “قسد” نشن عمليات من وقت لآخر ضد جيوب التنظيم الإرهابي في عدة مناطق بدعم أمريكي، ويخشى مراقبون أن تساعد الهجمات التركية المتواصلة في عودة الحياة مرة أخرى إلى داعش.
ما الذي حدث؟
وكان فرهاد شامي الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية أعلن أمس الخميس سقوط 7 قتلى على الأقل جراء هجوم بطائرات مسيرة تركية في شمال الحسكة بسوريا، حيث تنفذ أنقرة بانتظام هجمات بطائرات مسيرة في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، في وقت تمكن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة من إسقاط مسيرة تركية قرب قاعدة شمال سوريا.
وأتت الهجمات التركية التي امتدت إلى شمال العراق كذلك عقب تفجير طال مديرية أمن أنقرة، إذ زعم وزير الخارجية التركي حقان فيدان أن منفذي الهجوم مروا عبر الأراضي السورية، بينما نفت قوات سوريا الديمقراطية تلك المزاعم، كما أكد أيضاً أن بلاده قادرة على شن عملية برية جديدة في شمال شرق سوريا إلا أن أنقرة لديها خيارات أخرى وستدرس الأفضل منها.
ورفض القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي الاتهامات التركية، بحسب ما نقلت وكالة أنباء فرانس برس قائلاً إن “تركيا تبحث عن ذرائع لشرعنة هجماتها المستمرة على مناطقنا وشن عدوان عسكري جديد”، فيما اعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي السوري أن تصريحات وزير الخارجية التركي “إعلان حرب”، وأن أنقرة تريد ضرب الاستقرار لإخفاء الجرائم التي ترتكبها بحق شعوب شمال شرق سوريا.
هذه هي أسباب الهجمات التركية
في هذا السياق، قال صالح مسلم الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، في تصريحات خاصة لمنصة “تارجيت” الإعلامية، أنه ليس أمامنا إلا المقاومة والدفاع عن وجودنا وكرامتنا، لافتاً إلى أن إقدام النظام التركي على القيام بعملية برية جديدة في شمال شرق سوريا سيعتمد بالأساس على ردود فعل القوى الدولية المعنية بالشأن السوري.
وأوضح “مسلم” أن اعتداءات تركيا تأتي كحلقة من الحرب التي تشنها الدولة التركية على جميع مناطق شمال شرق سوريا، وهذه الهجمات لم تتوقف منذ عام 2016 وحتى الآن، أي أنه منذ بدء انحدار تنظيم داعش الإرهابي وحتى زواله، وكلما تلقى التنظيم ضربة كانت تركيا تزيد هجماتها، فعندما هزم التنظيم عام 2019 أقدمت أنقرة على احتلال رأس العين وتل أبيض.
وقال إن الأتراك لديهم مخطط باتفاق مع حكومة دمشق والإيرانيين على شن تلك الهجمات ضد شمال شرق سوريا والكرد ووضح ذلك في أحداث دير الزور التي فشلت، وهذا الفشل جعل الأتراك يشمرون عن سواعدهم ويقومون بحملتهم الشرسة هذه، وهم أيضاً ينتقمون لهزيمة تنظيم داعش.
وأكد “مسلم” أن أحد أسباب الهجمات الأخيرة لأنقرة أن الأتراك لا يريدون تجربة ديمقراطية في سوريا لا سيما إذا كان الشعب الكردي جزءً من هذه التجربة، كما أن الأتراك لا يريدون الحل السياسي في سوريا، كما أن النظام التركي يواجه مشكلات كثيرة اقتصادية وسياسية في الداخل ودبلوماسية في الخارج، وتأتي هذه الهجمات كنوع من التخدير للرأي العام التركي حتى لا يلتفت للأزمات الداخلية.
وكان بدران جيا كرد مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أصدر بياناً ذكر فيه أنه باستهداف البنية التحتية والمنشآت الحيوية في شمال وشرق سوريا، بدأت تركيا صباح الخميس بهمجية بشن هجمات عنيفة، تستهدف المخيمات والسدود والبنية المدنية بدون أي مبرر، مشدداً على أن هذه الأعمال تُظهر سيناريوهات كاذبة ونظريات ملفقة بعيدة عن الواقع، تُستخدم لتبرير مخططاتها الخبيثة، وإفلاس كبير للنظام التركي ومحاولة للتغطية على أزماته الداخلية التي تمتد لمئة عام منذ تأسيس الجمهورية التركية.