تركيا تكثف هجماتها على منشآت البنية التحتية شمال شرق سوريا

كثفت تركيا هجماتها على منشآت البنية التحتية الأساسية في مناطق شمال وشرق سوريا، وقصفت بشكل مكثف وغير مسبوق محطات للكهرباء والوقود وسدود ومنشآت نفطية في عدة مناطق، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين ودمار كبير في هذه المنشآت، وذلك بعد يوم على تهديدات أطلقها وزير الخارجية التركي حقان فيدان بقصف منشآت بنى تحتية وفوقية في سوريا والعراق وقال إن جميع مرافق البنية التحتية وكذلك منشآت الطاقة باتت أهدافاً عسكرية بالنسبة لتركيا.

ومنذ ساعات الصباح الأولى ليوم الخميس شنت الطائرات الحربية والمسيرة التركية غارات على محطة تصفية المياه في منطقة مشيرفة الحمة ومحيط مخيم “واشو كاني” الذي يأوي الآلاف من مهجري رأس العين/ سري كانيه المحتلة قرب مدينة الحسكة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح ودمار بالمناطق المستهدفة، قبل أن تعلن المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم تعليق عملها جراء القصف.

كما قصفت المسيرات التركية قرية بريف ناحية عامودا، ما أسفر عن فقدان 6 أعضاء من قوى الأمن الداخلي بشمال وشرق سوريا لحياتهم، تزامناً مع استهداف محطتي الكهرباء بعامودا والقامشلي، ومنشأة نفطية بريف ناحية القحطانية وسد الجوادية أقصى شمال شرقي سوريا وقرى طويلة والركبة والدردارة بريف تل تمر وقرية بناحية صرين بريف كوباني، حيث قالت قوى الأمن الداخلي إن القصف التركي تركز بدرجة أساسية على البنى التحتية المدنية ومحطات الطاقة والوقود.

وأكد الرئيس المشترك لمركز كهرباء الحسكة صلاح برو، إن الطائرات المسيرة التركية استهدفت محطة تحويل الكهرباء في السد الغربي قرب مدينة الحسكة، ما أدى لخروج محطتي تحويل السد الغربي والشرقي عن الخدمة، واللتين كانتا تغذيان مدينة الحسكة بحوالي ما بين 10 إلى 12 خط توتر، إضافة لتأمينها الكهرباء لعدة قرى غربي وشمالي المدينة.

الإدارة الذاتية: هجمات تركيا تهدف لتكريس الفوضى

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قالت في بيان إن التهديدات والهجمات التركية تهدف لتكريس الفوضى وعرقلة التوافق الوطني السوري، وتأتي انتقاماً من قبل تركيا بعد فشل مشروعها وأجنداتها الواضحة في المنطقة، مضيفةً أن هذه التهديدات ستوثر سلباً على جهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ولافتة إلى أن استهداف المنشآت الحيوية سلوك عدواني يرقى إلى جرائم حرب.

وأكد البيان، أن التهديدات التركية بمهاجمة المنشآت الحيوية بشمال وشرق سوريا، هي محاولة للهروب إلى الأمام وتجاهل واقع الحال في تركيا وخداع الرأي العام التركي، عبر صرف الأنظار إلى مناطق شمال وشرق سوريا والحديث عن مخاطر افتراضية لا تمت للواقع بصلة”، معرباً عن رفض الإدارة الذاتية لمزاعم المسؤولين الأتراك بأن منفذي هجوم أنقرة مروا من المنطقة.

 قسد ومسد يطالبان بتحرك دولي

ومن جانبه، نفى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، المزاعم التركية بمرور منفذي هجوم أنقرة من مناطق شمال وشرق سوريا، وقال إنهم ليسوا طرفاً في الصراع الداخلي التركي، وأن أنقرة تبحث عن ذرائع لشرعنة هجماتها على المنطقة وشن هجوم عسكري جديد، كما حث المجتمع الدولي والأطراف الضامنة لاتخاذ مواقف حيال التهديدات والهجمات التركية وضمان أمن واستقرار المنطقة، في حين طالبت رئيسة الهيئة التنفيذية بمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد بتحرك دولي إزاء الهجمات التركية، وقالت إن تركيا تستخدم المسيرات بشكل روتيني لمهاجمة المنطقة التي يعيش فيها 5 ملايين شخص.

وبدوره، أكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد في منشور على موقع “إكس”، أن تركيا شنت هجمات مكثفة على المخيمات والسدود والبنية التحتية المدنية بدون أي مبرر ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، مطالباً بتدخل دولي لوقف هذه الهجمات ومحاسبة مسؤولي النظام التركي على هذه الجرائم لأن استمرارها سيؤدي إلى كوارث إنسانية ويعزز من نشاط التنظيمات الإرهابية ويقوّض من جهود محاربتها.

كما أصدر حزب الاتحاد الديمقراطي بياناً قال فيه إن تصريحات وزير الخارجية التركي كانت إعلان حرب، وكشفت النوايا الخبيثة للدولة التركية التي أصبحت بؤرة للإرهاب الدولي، مضيفاً أن الهجمات اليومية ضد المنطقة وتهديدات تركيا لدول الجوار هي انتهاكات صارخة لكل القوانين والأعراف الدولية، وتهديد لسيادة سوريا والعراق واعتداء على وحدة أراضيهما، مطالباً الدولتين بموقف صارم إزاءها، في حين قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن استهداف تركيا لمحطات الوقود والكهرباء والمياه يهدف لتهجير المدنيين وإحداث تغيير ديمغرافي بشمال وشرق سوريا، مؤكداً أن القصف التركي استهدف خلال يوم واحد منشآت حيوية و3 محطات محروقات ومحطتين للكهرباء.

يشار، إلى أن قصف المنشآت والبنى التحتية الأساسية بما في ذلك منشآت المياه ومحطات الكهرباء والوقود، يتعارض مع القوانين الدولية التي تمنع استهداف هذه المنشآت حتى خلال النزاعات المسلحة، أو استخدامها كسلاح خلال النزاعات، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية للتدخل لوقف الهجمات التركية على هذه المرافق، بحسب مسؤولين بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

قد يعجبك ايضا