الإدارة الذاتية تحذر من تصاعد العنف بمخيم الهول شمال شرق سوريا

لا يزال مخيم الهول شمال شرقي سوريا الذي يضم عشرات الآلاف من عوائل عناصر تنظيم داعش الإرهابي ونازحين سوريين ولاجئين عراقيين مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي، في ظل المخاوف من تحوله لبؤرة للتنظيم الإرهابي خاصةً مع تزايد عمليات القتل والاغتيال وتنامي الفكر المتطرف بين الأطفال هناك.

الرئيسة المشركة لمخيم الهول جيهان حنان، قالت في تصريحات لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية: إن مخيم الهول تحول إلى بؤرة إجرام وشهد مئات حالات القتل وارتفاع مستويات العنف بين قاطنيه، حيث تم رصد عدة محاولات قتل بحق نساء وأطفال، إلى جانب محاولات تهريب بعضهم إلى خارج المخيم، وذلك رغم مرور عدة سنوات على وجود عائلات التنظيم هناك والجهود المبذولة لإعادة تأهيلهم ودمجهم.

بيئة مواتية للعنف

وأضافت حنان، أن المخيم أصبح بيئة مواتية لكل شيء مخالف، مؤكدةً أن الأطفال هناك يتسمون بالعنف ويلقون كل من يمر بجانبهم بالحجارة، كما أن حوادث القتل والاغتيالات تزايدت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة على شكل طلب فدى، إلى جانب انتشار حالات السرقات من قبل خلايا التنظيم، ومشيرةً في الوقت نفسه إلى أن إدارة المخيم تعمل على تنشئة الأطفال والاهتمام بالأمهات اللواتي يقضين أغلب الوقت مع أطفالهن، وداعية إلى زيادة مراكز التعليم بما يمكن الأطفال من تلقي العلم بالتوازي مع تجديد المطالبة للدول باستعادة رعاياها من عوائل التنظيم من المخيم.

وشددت المسؤولة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، على ضرورة توفير مراكز تعليم وتأهيل وملاعب للأطفال، من أجل التعلم وممارسة الأنشطة الترفيهية، مؤكدةً أن إدارة المخيم تولي اهتماماً خاصاً بالأمهات اللواتي يشكلن حائط الصد الأول ضد الأفكار الإرهابية والمتطرفة، على حد تعبيرها.

رايتس ووتش تحذر

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قد أكدت في تقرير لها مطلع العام الحالي، على ضرورة استعادة الدول لرعاياها من عوائل داعش من مخيمات شمال وشرق سوريا، وقالت المديرة المشتركة لقسم الأزمات والنزاعات في المنظمة ليتا تايلر، إن الهجمات التركية التي وقعت بالقرب من مخيم الهول والمخاوف من استغلال داعش لذلك، يبرز الحاجة الملحة لقيام الحكومات باستعادة رعاياها والسماح للجميع بالعودة إلى ديارهم ومحاكمة البالغين، في حين دعا خبراء تابعون للأمم المتحدة في بيان مشترك أواخر آذار/ مارس الماضي، إلى ضرورة أن تستعيد الدول رعاياها من نساء وأطفال عناصر تنظيم داعش على وجه السرعة، مع التأكيد على ضرورة وضع برامج إعادة تأهيل ودمج شاملة بعد إعادتهم.

المخيمات بيئة حاضنة

الباحث في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية، قال في تصريحات لمنصة تارجيت الإعلامية: “إن الوضع في مخيم الهول والمخيمات الأخرى التي تضم عوائل تنظيم داعش في غاية الخطورة والبؤس وهذا موثق من قبل منظمات حقوقية دولية عديدة وكذلك في التقارير الأممية والأمريكية، حيث أن هناك نحو خمسين ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء، وعدم استجابة الدول لاستعادة رعاياها من عوائل داعش وعدم وجود أفق في المستقبل مع وجود الحالة البائسة والأهوال التي وثقتها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية واليونسيف، سيخلق بيئة من التطرف، إذ من المعروف تاريخياً أن السجون والمخيمات هي البيئة الحاضنة لمشروع التطرف”.

ويضيف أبو هنية، “أنه ليس هناك أفق للحل وتسود حالة بائسة ولا يوجد برامج إعادة تأهيل ودمج في المخيم، وكل هذه العوامل تشير بالفعل إلى أن المخيمات تحولت إلى بيئة جاذبة أو بيئة مناسبة وحاضنة لأفكار وإيديولوجيا تنظيم داعش، وبالتالي ينظر إليها كجيش احتياط للتنظيم، الذي يتواصل باستمرار مع المتواجدين بالمخيم، ومع عدم وجود أفق لحل معضلة المخيمات فهذا يتحول إلى خطر كبير”.

وفي آب/ أغسطس الماضي، حذر تقرير نشره معهد واشنطن في الولايات المتحدة من انفجار الوضع في مخيم الهول، لافتاً إلى أنه ومع استنزاف خلايا وأتباع تنظيم داعش الإرهابي، فإن التنظيم بات يرى في السجون التي تضم الآلاف من عناصره والمخيمات التي تأوي عوائلهم في شمال وشرق سوريا، أساساً لاستعادة نشاطه واستمراريته.

وتطلق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نداءات متكررة للدول بضرورة استعادة رعاياها من المخيمات، التي تصفها بالقنبلة الموقوتة التي تهدد في حال انفجارها ليس المنطقة فحسب بل العالم بأسره، وتطالب الأمم المتحدة بضرورة تحمل مسؤولياتها في هذا الشأن من حيث الضغط على هذه الدول للبدء باستعادة مواطنيها وإغلاق ملف مخيم الهول بشكل نهائي وعدم إفساح المجال لتنظيم داعش لاستغلاله وتحويله إلى بيئة حاضنة لأفكاره وإيديولوجيته”.

قد يعجبك ايضا