مسؤول من “قبيلة طي” حول دير الزور: الفتنة فشلت.. والمرحلة الجديدة لـ”التنقية”

مع مواصلة قوات سوريا الديمقراطية، حملتها الأمنية لتعزيز الأمن في ريف دير الزور، تتواصل ردود الأفعال الصادرة عن الأطراف والقوى العربية، سواء من الوجهاء أو زعماء العشائر، أو تلك المنضوية ضمن المجالس المدنية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

بالصدد، حصلت منصة تارجيت على تصريح خاص من “حكمت الحبيب” وهو من قبيلة طي العربية، ويشغل حالياً منصب الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في إقليم الجزيرة، حيث سرد للمنصة رؤيتهم وتحليلهم ومعلوماتهم حول الأحداث التي دارت في دير الزور، منذ اعتقال القائد السابق لمجلس دير الزور العسكري ويدعى أحمد الخبيل “أبو خولة”، في السابع والعشرين من أغسطس الماضي.

 

اعتقال الخبيل وتحالف السلطة والمُعارضة

بدايةً، تحدث الحبيب لـ تارجيت حول اعتقال أحمد الخبيل فقال: ” تعلمون ما حصل منذ عدة أيام في دير الزور، على إثر اعتقال أحمد الخبيل المُلقب بأبو خولة، قائد مجلس دير الزور العسكري، الذي قدمت بحقه العديد من الشكاوى، من قبل شيوخ ووجهاء المنطقة، من مدنيين وأيضاً من مكونات وعشائر مختلفة، لاستغلاله لمنصبه بمآرب خاصة بعيداً عن مصلحة الشعب ومصالح أهلنا في دير الزور، منذ عدة شهور، وأثناء التأكد من هذه الملفات المقدمة إلى قيادة قوات سوريا الديمقراطية، قامت قسد من خلال الشكاوى المُقدمة بحقه، بتجريده من قيادة مجلس دير الزور العسكري، وتكليف أحد نوابه بقيادة المجلس، وهذا الأمر كان محصوراً في البداية بمُخالفة لقيادي في قوات سوريا الديمقراطية، لأن مجلس دير الزور العسكري، أحد مكونات قسد، لكنه أدى إلى حدوث خلل وبلبلة في دير الزور”.

وأعاد الحبيب ذلك الخلل وتلك البلبلة، إلى جهود السلطة في دمشق، ومعها مليشيات إيران سوريا من جهة، والمعارضة السورية ومشغلها التركي من جهة ثانية، فقال لـ تارجيت: “تدخلت العديد من القوى التي تراقب عن كثب الوضع في سوريا، وخصوصاً في شمال وشرق سوريا، ومنهم المتربصون بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية”.

وأكمل: “كما تعلمون، هناك الميت التركي (المُخابرات التركية)، وهناك الخلايا النائمة لداعش، وهناك المقربون من المليشيات الإيرانية، ومن السلطة في دمشق، كل تلك الأبواق عملت على زعزعة الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، وحملت الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية تهماً بعيدة عن الواقع، واستغلت حملة تعزيز الأمن والأمان في مناطق دير الزور، بعد توقيف وتجريد أبو خولة، بجانب وجود بعض القوى القريبة من الأخير، التي تلتف حوله في مواضيع الفساد والمخدرات، فقامت بحملة ضد قوات سوريا الديمقراطية، من أجل خلق البلبلة وتحشيد العشائر بموضوع مختلف عن الحقيقة، روجت له وسائل الإعلام السلطة في دمشق، والقريبة من المليشيات الإيرانية، وأيضا القوى المدعومة من قبل دوله الاحتلال التركي، محاولة خلق فتنة بين المكونات التي حاربت خلال عقد من الزمن، الإرهاب بمختلف مٌسمياته، واختلط خلالها الدم العربي والكردي والسرياني، ومن كل القبائل، وشكلت سيلاً جارفاً واقتلعت الإرهاب”.

وشدد: “هذا طبعاً لا يروق للأنظمة المركزية، التي تحمل نظرة شوفينية ومتعصبة من كل المكونات، ليأخذ الأمر منحاً آخر، ويستغل من تلك القوى، بغية حشد العشائر، وخلق نوع من التوتر والغليان في مناطق مختلفة من دير الزور”.

 

العشائر مَن اشتكت من أبو خولة

كما فنّد الحبيب كل المزاعم التي ادعت بأن الصدام في دير الزور عرقي، بين الكُرد والعرب، وأكد بأن العشائر العربية التي تضررت من طريقة وأسلوب حكم أبو خولة، هي التي تقدمت بالشكاوى ضده، بل وصل بها الأمر إلى اتهام “قسد” بتقديم الرعاية والحماية له، كونه كان يضرب باسمها في المنطقة، ما اضطرها لمتابعة ملفاته والقبض عليه أخيراً، فقال: “خلال الأشهر الماضية، تقدمت العديد من الشخصيات العشائرية والوجهاء والشيوخ، بشكاوى ضد أبو خولة، وضد التجاوزات التي كان يقوم بها”.

مُستكملاً: “بعض القبائل كانوا يقولون بأن قسد تدعم أبو خولة، ولكن قيادة قسد والإدارة الذاتية لا تدعم أي شخص يستخدم منصبه ضد أبناء جلدته أو يستغل مكانته ليكون سلطوياً، أو مُعاكساً لمفاهيم قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتمد على خدمة المجتمع وترسيخ الأمن والاستقرار، لأننا عندما قدمنا كوكبة من آلاف الشهداء، كان ذلك من أجل الأمن والاستقرار، ومن أجل بناء نظام ديمقراطي لا مركزي، يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات، الكُردي الموجود في القامشلي نفسه كمن هو موجود في دير الزور، والموجود في ديريك نفسه الموجود في الرقة والطبقة، ونفسه الموجود في كوباني”.

وأضاف “كلنا نكمل بعضنا، بغض النظر عن انتماءاتنا، إذ تجاوزنا الانتماءات الضيقة في سوريا كوطن واحد للجميع، لا يستطيع أحد أن يلغي الآخر، على هذا الأساس، نحن نتعامل مع الجميع على مسافة واحدة”، شدد الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في إقليم الجزيرة، وتابع: “العشائر هي من تقدمت بشكاوى على أبو خولة ومجموعته، وهذه العشائر لم تُساند أبو خولة، خلال المرحلة الجديدة، ولكن مجموعة ممن هم حول أبو خولة، كانت لها مصالح اقتصادية وسلطوية، هي التي قامت بالبلبلة، وعمدت لاستهداف بعض مواقع قسد ونقاط مجلس دير الزور العسكري”.

وأشار: “هي تحدثت باسم العشائر، لكنها لا تمثل العشائر، فشيوخ العشائر والرموز القبلية معروفة، ونحن في المنطقة نقدرها ونعرف ثقلها تماماً، وهي بعيدة عن هذا المستوى، لأنها تعمل من أجل الأمن والاستقرار، ولم تساندهم أبداً، ولا يوجد  قرار رسمي للقبائل بذلك، على مستوى القيادات الرسمية، ومستوى الشيوخ المعروفين ممن لهم ثقل على الأرض، ولو كان كذلك صحيحاً، لما استطاعت قوات سوريا الديمقراطية ولا حتى مجلس دير الزور العسكري، أن يبقى حتى هذه اللحظة، بالعكس مكونات قسد ومجلس دير الزور العسكري، هم من أبناء القبائل والعشائر، وما زالوا موجودين على رأس عملهم، يقومون بعمليات تمشيط وإعادة الأمن والاستقرار إلى دير الزور”.

 

المرحلة الجديدة عنوانها التنقية

وواصل الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في إقليم الجزيرة، تصريحه لـ تارجيت، بالحديث عن مرحلة جديدة ستكون أمامهم، فقال: “ندرك في الإدارة الذاتية، وفي قوات سوريا الديمقراطية، بأننا في ثورة، وهي تنتقل من مرحلة إلى مرحلة، وهذه المرحلة الجديدة هي لتنقية صفوف مجلس دير الزور العسكري، من الذين ينتهزون مناصبهم لأغراض شخصية، تحت عناوين مختلفة بعيدة عن المشروع الديمقراطي الذي نسعى جميعا لأجله”.

واستفاض: “عندما خرج الشعب السوري بثورة في العام 2011، خرج من أجل الحرية والكرامة، من أجل اللامركزية، من أجل الديمقراطية، من أجل أن يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات، وهذه مرحلة سنتجاوزها، وستتجاوزها قوات سوريا الديمقراطية خلال الأيام القليلة القادمة، لأننا قوى موجودة على الأرض، مُؤمنة بإخوة الشعوب والعيش المشترك، وقسد من رحم الشعب، من العشائر ومن كل المكونات، اختلط فيها الدم الكردي والعربي والسرياني”.

ونوّه: “هم راهنوا على الفتنة بين المكونات، ولكن رهان هؤلاء فشل، وبدأت معالمه تظهر، ومن المتوقع خلال الأيام القادمة، بأن يعود الأمن والاستقرار، ويبدأ مجلس دير الزور العسكري بإدارته الجديدة، بالتنسيق مع شيوخ ووجهاء العشائر، من أجل لملمة ما حصل، وبالتالي يستمر المشروع الديمقراطي، وسوف تكون الخسارة لكل من حاول زعزعة الأمن والاستقرار، والميليشيات التي استغلت عملية قسد، حيث تبين خلال عمليات التمشيط، بأن هناك مراكزاً وتنسيقاً بين قوى مختلفة، من أجل ضرب مشروع الإدارة الذاتية، والاستغلال من الجهة الأخرى من نهر الفرات، عبر إرسال القوات تحت مسمى الفزعة العشائرية، وهي بعيدة كل البعد عن المفهوم العشائري القبلي، الذي له أخلاقيات”.

 

السويداء كدافع للنظام للنفخ في الفتنة

كما لم يغفل المسؤول المُنحدر من “قبيلة طي” العربية، عن التذكير بالحراك الجماهيري في السويداء، والذي يعتبر حرف البوصلة الإعلامية عنه، من الأهداف الرئيسية لسلطة دمشق، ما دفعها للنفخ في فتنة دير الزور، فقال الحبيب: “سوف تستمر قوات سوريا الديمقراطية، والعشائر ومجلس دير الزور العسكري ببناء سوريا لكل السوريين، ونحن نتطلع من خلال الحراك الذي يحصل الآن في السويداء، لأن تعود البوصلة إلى الثورة السورية، وبالتالي الخلاص من هذه الأنظمة المركزية المُستبدة، وتحرير الأراضي المُحتلة من قبل تركيا وإسرائيل، على حدٍ سواء”.

وختم بالقول: “قوات سوريا الديمقراطية قوات وطنية لكل السوريين، وهي على استعداد لتلبية نداء السوريين في كل مكان، ونحن نتطلع لأن ينتهي الصراع في سوريا، وتكون سوريا ضمن المنظومة الإقليمية والعالمية، للمساهمة في بناء الحضارة، فيما ستنتهي الأزمة في دير الزور، وسيكون الخاسر هؤلاء الذين أرادوا الفتنة بين المكونات، والمرتزقة الذين حاولوا بث السموم من خلال الحرب الخاصة، بأن هناك حرباً كُردية عربية، ونقول لهم بأنكم فشلتم كما فشلتم سابقاً، والنصر لن يكون إلا لإرادة الشعوب الحرة”.

هذا وتواصل قوات سوريا الديمقراطية تمشيط عدة قرى سيطر عليها متحالفون مع القائد السابق لمجلس دير الزور العسكري، المدعو أحمد الخبيل أبو خولة، فيما تتحدث المصادر عن فرار المسلحين الذين جاءوا من غرب الفرات، بدعم من بعض زعماء العشائر الموالين لإيران، وعلى رأسهم المدعو “نواف راغب البشير”.

وقد اجتمع الأحد\الثالث من سبتمبر، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش، مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ومجلس دير الزور المدني وزعماء القبائل في دير الزور شرقي سوريا، واتفقوا على حل الخلافات ومعالجة كافة مطالب سكان دير الزور، ونشرت صفحة السفارة الأميركية في سوريا على موقع “إكس” (تويتر سابقا)، تغريدة قالت فيها: “تم الاتفاق على أهمية معالجة مطالب السكان، والتحذير من مخاطر التدخل الخارجي في دير الزور، وضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وضرورة وقف تصعيد العنف في أسرع وقت ممكن”، مؤكدةً على أهمية الشراكة الأميركية مع قوات “قسد” وتوجيهها في اتجاه محاربة خلايا داعش.

قد يعجبك ايضا