قامشلو – دلال أحمد
تعاني مناطق شمال وشرق سوريا منذ موجة القصف التركي الأخيرة في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الثاني/يناير الجاري، على منشآت الطاقة والبنى التحتية الأساسية والمرافق الخدمية مثل منشأة السويدية بريف المالكية/ديرك من انقطاع تام للتيار الكهربائي والمياه، وشح كبير بالمحروقات والغاز المنزلي.
وكانت “تارجيت” قد وثقت حينها دماراً كبيراً لحق بمحطة السويدية ومحطات الكهرباء في كل من كوباني والقامشلي والدرباسية والقحطانية/تربه سبيه وعين عيسى وخروجها عن الخدمة بشكل كامل، فيما كان قد أعلن مكتب الطاقة في مقاطعة الجزيرة /تقسيم إداري للإدارة الذاتية/، أن تسع محطات كهربائية خرجت عن الخدمة مثل محطات تحويل كل من الدرباسية وعامودا والقامشلي وتربه سبيه وديرك والسويدية وتل كوجر وتل علو، مبيناً أن تسع مدن وبلدات تشهد انقطاعاً تاماً للكهرباء كما تشهد مدينة القامشلي انقطاعاً بنسبة سبعين في المئة، في حين بلغ عدد القرى التي تشهد انقطاعاً تاماً للكهرباء /2232/ قرية.
قصف منشآت الطاقة
ويتساءل محمد منان، وهو أحد سكان مدينة القامشلي عبر “تارجيت” عن الأسباب التي تدفع تركيا لاستهداف البنى التحتية والمرافق الخدمية ومنشآت الطاقة قائلاً “جميع المنازل في المدينة تعاني من عدم وجود الغاز المنزلي وانقطاع الكهرباء والمياه بعد القصف التركي الأخير”.
ويضيف، أنه حتى مادة الكاز اللازمة لتشغيل “البوابير” التي اضطروا للعودة إلى استعمالها مجدداً بسبب انقطاع الغاز المنزلي، لم تعد متوفرة جراء خروج الكثير من الآبار والمصافي النفطية عن الخدمة بسبب القصف، ويردف خلال حديثه لمنصتنا بأن لا علاقة لهم بالأحزاب السياسية والأديان، ولكنهم كشعب يريدون حقوقهم “الإنسانية” على حد وصفه، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لوقف هجمات تركيا على البنى التحتية.
انقطاع مياه الشرب
وقاد انقطاع التيار الكهربائي عن المدن والبلدات، إلى انقطاع شبه تام للمياه عن الأحياء السكنية والقرى، على اعتبار أن محطات وآبار المياه تعتمد على الكهرباء في عمليات التشغيل والضخ، كما أن المولدات الكهربائية التي يتم الاعتماد عليها كبديل عن الكهرباء من أجل التشغيل تعتمد على مادة المازوت التي شهدت المنطقة شحاً كبيراً فيها جراء خروج آبار وحقول ومنشآت ومصافي نفطية عن الخدمة بسبب القصف التركي.
بدوره، يقول مجول أحمد، وهو أحد العاملين في محطة كهرباء القامشلي لـ”تارجيت” عبر الهاتف، أن المحطة تعرضت لثلاث ضربات من قبل الطائرات التركية خلال الهجمات الأخيرة على المرافق الحيوية ومنشآت الطاقة، ما أسفر عن خروج المحولتين الموجودتين في المحطة عن الخدمة بشكل كامل، مشيراً إلى أنه يجري العمل على تأمين محولات بديلة لأنه لم يعد بالإمكان إصلاح المحولتين بسبب الأضرار الكبيرة.
ويوضح الرئيس المشترك لمركز كهرباء قامشلو إبراهيم يوسف من جانبه خلال تصريحات لمنصة “تارجيت”، أن الهجمات التركية الأخيرة قادت لخروج محطة الدرباسية التي يوجد فيها محولتان عن الخدمة، إلى جانب محطة كهرباء عامودا ومحطة كهرباء القحطانية/ تربه سبيه التي تحوي أيضاً محولتين، إضافةً لمحطة المالكية/ ديرك.
ويؤكد يوسف خلال حديثه لمنصتنا، أن القصف التركي أدى أيضاً لخروج 12 عنفة في محطة السويدية عن الخدمة، إلى جانب خروج المحولتين في محطة كهرباء القامشلي عن الخدمة بشكل كامل، مشيراً إلى أن المنطقة تعيش في ظلام دامس بدون كهرباء أو مياه، منوهاً في الوقت نفسه إلى أن مكتب الطاقة في إقليم الجزيرة أعلن حالة الاستنفار القصوى لكافة العاملين من إداريين وفنيين لإيصال التيار الكهربائي لآبار المياه والمشافي والمطاحن والأفران، وتأمين أبسط مقومات الحياة للسكان بالمنطقة.
يذكر، أنه إلى جانب محطات الكهرباء في المناطق المذكورة ومحطة ومنشأة السويدية بريف المالكية/ ديرك التي تغذي المنطقة بالكهرباء والغاز المنزلي، تعرضت أيضاً محطتا الكهرباء في كل من كوباني وعين عيسى شمالي سوريا في الرابع عشر من كانون الثاني الجاري، لهجمات بطائرات مسيرة تركية، ما أسفر عن خروجهما عن الخدمة، وحرمان سكان المدينة والناحية ونحو 550 قرية في ريفيهما من التيار الكهربائي.