قامشلو – دلال أحمد
جدد أهالي منطقة عفرين الواقعة شمال غربي سوريا، المهجرون من أرضهم منذ سيطرة تركيا والفصائل التابعة لها على المنطقة في آذار 2018، في الذكرى السادسة لبدء الهجوم التركي على منطقتهم في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري، على تمسكهم بحق العودة إلى منازلهم وأرضهم، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء الاحتلال ووقف الانتهاكات التي ترتكب بحق السكان الأصليين المتبقين هناك على يد الفصائل.
مهجرو عفرين في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا كغيرهم من أهالي عفرين المتواجدين في جميع مناطق شمال وشرق سوريا والعالم، أكدوا على حقهم بالعودة إلى الأرض وإنهاء الاحتلال، وشددوا خلال وقفة احتجاجية نظمتها رابطة عفرين الاجتماعية عند دوار عفرين وسط المدينة على ضرورة إنهاء المعاناة التي يعيشها مهجرو عفرين في مناطق النزوح لاسيما في مخيمات ريف حلب الشمالي عبر إعادتهم بضمانات دولية.
وأكد أمين محمد، وهو أحد مهجري منطقة عفرين المتواجدين في مدينة القامشلي لمنصة “تارجيت” الإعلامية، أنهم متمسكون بالعودة القريبة إلى عفرين ويستنكرون الصمت الدولي المطبق إزاء استمرار “احتلال” تركيا لأرضهم والانتهاكات التي ترتكب بحق السكان هناك، وقال “احتلال عفرين كان عبارة عن مؤامرة دولية وليس فقط من قبل تركيا، وهل ما يجري هناك عمل إنساني، أين الدول من كل هذه الانتهاكات”.
معاناة كبيرة
ومن جانبه، قال الصحفي شريف محمد، وهو من أبناء مدينة عفرين بأن أهالي عفرين يعيشون معاناة كبيرة سواءً في مخيمات الشهباء أو الذين بقوا عفرين والذين يتعرضون يومياً للاعتقال والاختطاف والتعذيب وحرق للمنازل وسرقة للممتلكات وقطع لأشجار الزيتون، ويعرب خلال تصريحات لمنصة “تارجيت” عن استنكاره لاستمرار الصمت الدولي إزاء الانتهاكات التركية، والذي اعتبر أنه يدل أن هذه الدول شريكة لتركيا في ممارساتها اللاإنسانية.
ومنذ سيطرة تركيا والفصائل التابعة لها على عفرين في 18 من آذار/ مارس عام 2018، وثقت الأمم المتحدة تسجيل نحو 150 ألف مهجر من المنطقة في مخيمات تم إنشاؤها في منطقة ريف حلب الشمالي، قبل أن يوثق المرصد السوري لحقوق الإنسان تهجير نحو 300 ألف شخص من السكان الأصليين على يد تركيا والفصائل.
ودعا محمد خلال حديثه لمنصتنا، جميع المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، للتحرك السريع لحل قضية عفرين وإعادة السكان الأصليين المهجرين قسراً إلى مناطقهم، ووضع حد للمعاناة التي يعيشونها في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي جراء الهجمات المتواصلة والحصار ونقص الخدمات.
انتهاكات مستمرة وخرق للقوانين الدولية
وبدورها، قالت الناشطة النسوية شيراز حمو بأن “الهجوم التركي على عفرين كشف الوجه الحقيقي لسياسة أردوغان بالمنطقة والذي يستغل أي فرصة للتدخل في الدول الأخرى، وتركيا تستهدف أي مشروع ديمقراطي خاصةً إذا كان من جانب الكرد”، معتبرةً خلال تصريحات لمنصة “تارجيت”، أن الهجوم التركي على عفرين كان “استهدافاً مباشراً لإرادة الشعب العفريني وللمؤسسات التي تمثل إرادة الشعب العفريني، وهذا الاستهداف هو خرق واضح للقوانين الدولية”.
وتشير شيزار حمو، إلى أن “استمرار الانتهاكات بحق السكان الأصليين في عفرين ومحاولة تطبيق سياسة التتريك بشتى أنواعه هناك، وتغيير ديمغرافية المنطقة الذي يعتبر الأشنع خلال القرن الحادي والعشرين، إلا أن كل هذه الممارسات لن تنقص من إصرار ومقاومة العفرينيين، من أجل العودة إلى الأرض وإنهاء الاحتلال”، داعيةً إلى التكاتف والتعاون أكثر لتقديم الوثائق بشأن الانتهاكات التركية، على غرار الشكوى التي تم تقديمها من قبل منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” ومنظمات أخرى، إلى المحكمة الاتحادية الألمانية والتي تعتبر خطوة جيدة، لذلك يجب التكاتف لإيصال صوت العفرينيين إلى المنظمات الدولية.
وكانت منظمة عفرين لحقوق الإنسان، قد وثقت في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري بمناسبة مرور ست سنوات على بدء هجوم تركيا والفصائل التابعة لها على عفرين، مقتل 706 مدني وخطف 9008 آخرين بينهم 1200 امرأة و600 طفل على يد تركيا والفصائل منذ بدء السيطرة على المنطقة، إلى جانب توثيق مئات عمليات الاعتداء الجنسي والتعذيب والتغييب القسري، إضافةً لقطع الفصائل أكثر 391 ألف شجرة مثمرة وحراجية، وحرق أكثر من 12 ألف هكتار من الأراضي الزراعية واستيلائها على 7 آلاف محل تجاري و10 آلاف منزل سكني تعود للسكان الأصليين.
وتقول العديد من المنظمات الحقوقية، إن الممارسات والانتهاكات التي ترتكب على يد تركيا والفصائل التابعة لها في منطقة عفرين منذ السيطرة عليها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتطالب بضرورة دخول لجان تقصي حقائق أممية للوقوف على هذه الانتهاكات وتوثيقها، وإخضاع مرتكبيها لمحاكمات أمام محاكمات دولية بموجب القوانين الدولية.