واصلت الطائرات الحربية والمسيرة التركية استهداف البنى التحتية والمنشآت الخدمية والمدنية في شمال وشرق سوريا، وقصفت يومي السبت والأحد الثالث عشر والرابع عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري، محطات للكهرباء وحقولاً للنفط ومنازل سكنية وحواحز لقوى الأمن الداخلي في كل من القحطانية/ تربة سبيه والمالكية/ ديرك وكوباني وعين عيسى وريفيهما، ما أسفر عن إصابة عدة مدنيين وخروج المناطق المستهدفة عن الخدمة.
ووثقت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، استهداف الطائرات المسيرة التركية لمحطتي كهرباء مدينة كوباني بريف حلب الشرقي وناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي، ما أسفر عن خروجهما عن الخدمة بشكل كامل، وانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة والناحية ونحو 500 قرية بريفيهما وريف تل أبيض/ كري سبي الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل التابعة لها بريف الرقة الشمالي، إلى جانب استهداف محطة كهرباء بالقامشلي الواقعة على الحزام الشمالي للمدينة ومحطة الكهرباء في مدينة عامودا وقرية “كوتح” بريفها الغربي ومطحنة بريفها الجنوبي ما أسفر عن إصابة عاملين، إضافةً لقصف حظيرة للمواشي في قرية “شيخ جوبان” بريف كوباني الجنوبي، ما أسفر عن أضرار مادية.
انقطاع الكهرباء عن مئات القرى
وقال محمد علي، وهو أحد العمال المناوبين في محطة كهرباء كوباني في تصريحات لمنصة “تارجيت” الإعلامية: “إنه وفي تمام الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة ظهراً من يوم الأحد الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير، خرجت محطة كهرباء كوباني عن الخدمة بشكل كامل”، مضيفاً أن المحطة تحوي محولتين كل محولة بقدرة 30 ميغا، وتغذي مدينة كوباني و 366 قرية بالتيار الكهربائي، أي أن القصف حرم نحو 360 ألف نسمة بالمدينة وريفها من الكهرباء.
ضحايا مدنيون
كما قصفت الطائرات المسيرة التركية صباح يوم الأحد 14 كانون الثاني/ يناير حاجزاً لقوى الأمن الداخلي “الأساييش” عند المدخل الجنوبي لناحية عين عيسى، بالتزامن مع استهداف بلدة “الجلبية” الواقعة على بعد 45 كيلومتراً جنوبي مدينة كوباني، ومركز للتموين في ناحية الدرباسية ومنزل المدني خالد حسو في قرية “كربطلي” بريف الناحية الواقعة شمالي مدينة الحسكة قرب الحدود التركية، ما أسفر عن إصابة زوجته وطفليه بجروح بليغة، إضافةً لاستهداف المنطقة الممتدة بين قريتي القنيطرة وشعمسور بريف الدرباسية الغربي، ما أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وكانت طائرة حربية تركية قد قصفت فجر يوم السبت 13 كانون الثاني/ يناير محطتي “زاربة وعودة” النفطيتين في ريف القحطانية/ تربة سبيه بـ4 أربع غارات جوية إضافةً لاستهداف مصرفاً زراعياً في الناحية، بالتزامن مع تنفيذ طائرة مسيرة تركية غارة على محيط سد “باشوط” شرقي مدينة المالكية/ ديرك أقصى شمال شرقي البلاد ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة بالمناطق المستهدفة.
وفي أعقاب الهجمات، عقدت الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا مؤتمراً صحفياً في مدينة القامشلي، تلت خلاله بياناً للرأي العام، نددت فيه بالهجمات التركية على المنطقة وقالت إنها أدت لخروج مؤسسات خدمية وبنى تحتية أساسية عن الخدمة، وحرمان مدنيين من خدمات المياه والطاقة والزراعة، معتبرةً هذه الممارسات خرقاً لكافة القوانين والمواثيق الدولية وتقويضاً لجهود مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وفي الخامس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نفذت الطائرات الحربية والمسيرة التركية حملة قصف عنيف ضد عشرات المنشآت والمرافق الخدمية والبنى التحتية والمؤسسات المدنية في كل من القامشلي وكوباني وعامودا، واستهدفت في القامشلي مطبعة وشركة للإنشاءات ومعملاً للمياه الغازية ومركزاً للأعلاف وآخر للسيراميك ومركز غسيل الكلى ومعمل إنتاج الأوكسجين الطبي ومحطة القطار القديمة ومحيط سجن “علايا” الذي يضم محتجزين من عناصر تنظيم داعش الإرهابي ومؤسسات مدنية أخرى، ما أسفر عن فقدان 10 مدنيين لحياتهم وإصابة نحو 20 آخرين وخروج المناطق المستهدفة عن الخدمة، إلى جانب استهداف مرآباً ومركز “مشتى نور” الطبي بمدينة كوباني ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين وخروج المركز الذي يقدم الخدمات الطبية لمئات المرضى عن الخدمة بشكل كامل.