جددت الطائرات الحربية والمسيرة التركية قصفها على المرافق الحيوية والبنى التحتية الأساسية في شمال وشرق سوريا فجر يوم السبت الثالث عشر من كانون الثاني/ يناير 2024، واستهدفت بخمس ضربات حقول ومحطات نفطية ومنشآت أخرى في ريفي القحطانية/ تربه سبيه والمالكية/ ديرك، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة بالمناطق المستهدفة.
وقصفت طائرة حربية تركية محطتي “زاربة وعودة” النفطيتين في ريف القحطانية/ تربة سبيه بـ4 أربع غارات جوية، بالتزامن مع تنفيذ طائرة مسيرة تركية غارة على محيط سد “باشوط” شرقي مدينة المالكية/ ديرك أقصى شمال شرقي البلاد ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة بالمناطق المستهدفة، وذلك في إطار مسلسل استهداف منشآت البنى التحتية والمرافق الخدمية والحيوية الذي تنفذه تركيا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2022.
الإدارة الذاتية تندد
وفي أعقاب الهجوم، أصدرت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا بياناً إلى الرأي العام، استنكرت فيه استمرار الهجمات التركية على البنى التحتية والمرافق الحيوية بالمنطقة، وقالت إن الهجمات تستهدف تهديد استقرار المنطقة وخلق مخاطر حقيقية حول جهود مكافحة الإرهاب ومحاولة علنية لتأجيج الوضع شبه المستقر في المنطقة، خاصةً أنها تشكل أرضية مناسبة نحو ضمان الاستقرار وتحقيق الظروف المناسبة للحل والتوافق السوري.
ودعت الإدارة الذاتية في بيانها، إلى ضرورة وقف هذا التصعيد الممنهج ضد المنطقة، مؤكدةً أن ما يحصل له تداعيات سلبية على عموم المنطقة ويعتبر خدمة مجانية لمساعدة عودة الإرهاب والسعي لتطوير وتعميق الصراعات العرقية والمذهبية التي فشلت تركيا حتى اللحظة في إحداثها، كما أنها محاولة من تركيا لاستثمار ما يحدث إقليمياً لتنفيذ مآربها ضد شعب المنطقة ومؤسساته، وخداع الرأي العام التركي وتوجيهه نحو مخاطر افتراضية للتغطية على فشل الحكومة التركية داخلياً وعجزها عن حل مشكلات الداخل.
وشدد البيان، على ضرورة إدراك مخاطر التصعيد التركي الغير مبرر وتداعياته على جهود الاستقرار والوضع الإنساني بالمنطقة، وتهديده الواضح لعمليات التنظيم المجتمعي في إطار بناء الحل الديمقراطي في مناطق شمال وشرق سوريا وضمانه كنموذج لعموم سوريا ومسيرة محاربة الإرهاب واجتثاث منابعه، مطالباً المنظمات الحقوقية والإنسانية والأممية بالتحرك وتحمل مسؤولياتها بشأن هذا التصعيد.
وكانت الطائرات الحربية والمسيرة التركية قصفت في الخامس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عدة منشآت حيوية وبنى تحتية ومرافق ومؤسسات مدنية، في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، شملت مطبعة للكتب ومطحنة ومحطة القطار ومعملاً للإنشاءات وآخر للسيراميك ومركز غسيل الكلى ومعمل الأوكسجين الطبي ومحيط سجن “علايا” الذي يضم محتجزين من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، ما أسفر عن فقدان عشرة مدنيين لحياتهم وإصابة نحو عشرين آخرين.
كما استهدفت الطائرات التركية مرآباً ومركز “مشتى نور” الطبي في مدينة كوباني شرقي حلب على الحدود السورية التركية، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح، وذلك بعد يومين على استهداف محطتي “عودة وسعيدة” النفطيتين بريف القحطانية/ تربة سبيه، ومحطة للكهرباء بريف المالكية/ ديرك، ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي عن مئات القرى في أرياف المالكية/ ديرك والجوادية/ جل آغا والقحطانية/ تربه سبيه، على اعتبار أن محطة السويدية التي تغذي المنطقة بالكهرباء تعتمد في جزء كبير منها على الغاز القادم من محطة “عودة”.
وفي أعقاب تلك الهجمات وما خلفته من أضرار كبيرة في البنى التحتية الأساسية، أعلنت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، توقف العملية التعليمية في 710 مدارس، وحرمان نحو 90 ألف طالب من تلقي التعليم، جراء الهجمات التركية التي طالت مطبعة “سيماف” في مدينة القامشلي التي تزود غالبية المدارس بالكتب المدرسية والأضرار التي لحقت بمدارس تعرضت للقصف خاصةً في منطقة كوباني.