قامشلو – دلال أحمد
تعرضت شركة للمشروبات الغازية والمياه المعدنية والعصائر على الحزام الشمالي لمدينة قامشلو شمال شرقي سوريا، لقصف من قبل الطائرات المسيرة التركية مساء الخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الجاري، من بين عشرات المواقع الخدمية والمدنية والمرافق الحيوية التي تعرضت للاستهداف على مدى ثلاثة أيام.
ورغم أن القصف التركي على مناطق شمال وشرق سوريا لم ينقطع منذ 2016، إلا أن القصف تركز منذ الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بشكل أساسي على البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمدنية، ما أسفر إلى جانب سقوط الضحايا المدنيين عن أضرار مادية كبيرة قدرت بمئات آلاف الدولارات، وذلك ضمن سياق هجمات وعمليات عسكرية متقطعة تشنها تركيا على الشمال السوري بغية حماية “الأمن القومي”.
كاميرا منصة “تارجيت” الإعلامية دخلت إلى داخل شركة “نبأ” للمشروبات الغازية وعاينت الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها الشركة حيث بدا بناء الشركة شبه مدمر وسقفه متساقط في أجزاء كبيرة منه، كما بدت المواد المخزنة بداخل الشركة وقد تعرضت للتلف بشكل كبير، إلا أنه لم يتم تسجيل ضحايا خلال الهجوم في ظل عدم تواجد أي أحد بداخلها خلال القصف.
قصف مواقع مدنية
وتحدث مناف محمد مراد مدير الشركة لمنصتنا عن القصف وما خلفه من أضرار في بناء الشركة والمواد المخزنة بداخلها، موضحاً أنه في حدود الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الخامس والعشرين من كانون الأول، تعرضت الشركة للقصف، وقال في لهجته المحلية “شركتنا مدنية، وعم نشوف بكل الضربات الأخيرة إنو القصف عشوائي والأتراك عم يستهدفوا مناطق مدنية، وما شفنا أي نقاط عسكرية، ومستودعنا مبين إنو مدني وصرنا عم نشتغل تحت الخوف”.
وأضاف مراد، أنهم قدورا بشكل مبدئي الخسائر والأضرار الناجمة عن القصف التركي على الشركة بنحو 200 ألف دولار أمريكي، مشيراً إلى أنهم بدأوا بعمليات فرز للمواد المتبقية في الشركة بعد القصف، في محاولة لإصلاح ما هو قابل للإصلاح، ورمي التالف.
وكانت تركيا شنت يومي الإثنين والثلاثاء الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري، نحو ستين هجوماً عبر القصف المدفعي والطائرات المسيرة على منشآت خدمية ومرافق مدنية ومواقع بنى تحتية في عدة مناطق في شمال وشرق سوريا خاصةً قامشلو وعامودا وكوباني، أسفرت عن فقدان 8 مدنيين لحياتهم وإصابة نحو عشرين آخرين في قامشلو وإصابة مدنيين اثنين في كوباني، إضافةً لخسائر مادية كبيرة وخروج جميع المواقع المستهدفة عن الخدمة، كما أعلنت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، توقف العملية التعليمية في 712 مدرسة وحرمان أكثر من 89 ألف طالب في جميع مناطق الإقليم من التعليم جراء استهداف مدارس ومطبعة “سيماف” التي تؤمن الكتب المدرسية للمدارس في المنطقة.
وقصفت الطائرات الحربية التركية في الثالث والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الجاري، عدة مرافق خدمية على رأسها حقل “عودة” النفطي ومحطة “سعيدة” للنفط في ريف القحطانية/تربة سبيه، ومحطة الكهرباء في قرية “باني شكفتي” في منطقة كوجرات بريف المالكية/ديرك، ما أسفر عن خروجها جميعاً عن الخدمة، قبل أن تعلن هيئة الطاقة في إقليم شمال وشرق سوريا، انقطاع التيار الكهربائي عن عدة قرى في أرياف تربه سبيه والجوادية/جل آغا وديرك، جراء استهداف القصف ضواغط الغاز في حقل “عودة” التي تغذي محطة السويدية المخصصة لتزويد المنطقة بالكهرباء عن طريق العنفات التي أصبحت تعمل بطاقة إنتاجية أقل من 5%.