قامشلو – شربل شمعون
يقصف الجيش التركي منذ صباح اليوم بأكثر من عشرين ضربة جوية ومدفعية عدة مباني خدمية وبنى تحتية في القامشلي وعامودا وكوباني على الحدود السورية التركية مما أدى لفقدان 7 أشخاص لحياتهم وجرح 9 آخرين في حصيلة غير رسمية إلى جانب تسجيل أضرار مادية جسيمة.
واستهدف الجيش التركي بالطيران المسير بعد الساعة العاشرة من صباح اليوم بنى تحتية منتشرة على الشريط الحدودي شملت سجن علايا الذي يضم عناصر محتجزين من تنظيم داعش وصوامع حبوب قناة السويس والمحطة القديمة شرقي مدينة القامشلي وصولاً إلى مطبعة سيماف ومركز للإنشاءات ومعمل للأعلاف على طريق الحزام أقصى شمال المدينة ومحيط معمل لتعبئة الزيتون في عامودا ومستوصف ومرآب للسيارات ومنشأت صناعية خاصة في كوباني.
وكانت منصة “تارجيت” الإعلامية توثق عبر بث مباشر مجريات المؤتمر الصحفي الذي دعت إليه قوى سياسية كردية وسورية في شمال وشرق سوريا حينما بدء القصف الذي استهدف محيط مبنى العلاقات العامة في المحطة القديمة أثناء عقد المؤتمر الصحفي بشأن القصف التركي استهدف منشآت نفطية ومحطات توليد كهربائية السبت الماضي.
وأعرب ممثلو وممثلات 33 تنظيماً سياسياً عن استنكارهم وتنديدهم للهجوم التركي الذي بحسب البيان المقروء “يهدف لضرب الأمن والاستقرار وترهيب المواطنين عبر الاعتداءات المستمرة التي تبث الرعب والهلع”، حيث اعتبرت التنظيمات السياسية بأن تركيا تحاول “كسر إرادة الشعب السوري الذي يسعى لاستعادة السيادة السورية وتحقيق التحول الديمقراطي السلمي في مواجهة الاستبداد المركزي.
وطالب القوى والمنظمات في بيانها، كلاً من التحالف الدولي وروسيا باتخاذ موقف واضحة تجاه السياسيات التركية، داعين الجامعة العربية لمساندة القوى الديمقراطية التي تمثل “ركيزة أساسية للحل السياسي الديمقراطي والتي تمتلك مشروعاً وطنياً للحل وإرادة لإنهاء الاحتلال واستعادة سوريا لسلامتها وسيادتها” حسب البيان.
وأعلنت مشافي متعددة في مدينة القامشلي عن حاجتها لمتبرعين بالدم من مختلف الزمر مع توافد الجرحى من المناطق المستهدفة.
فيما أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا عبر بياناً قرأتها في مؤتمرها الصحفي في مدينة الرقة عصر اليوم عن “رفع الجهوزية لأعلى مستوى على أساس الدفاع والحماية الذاتية والحق المشروع مؤكدين بأنّ وحدة شعبنا ووعيه وتبنيه لمشروع الأمة الديمقراطية وسيره على هذا النهج هو الأساس في حماية مناطقنا وردع العدوان التركي وإفشال جميع مخططات الفتنة والتدمير وسبيلاً نحو النصر المستدام وتحرير مناطقنا المحتلة وبناء سوريا جديدة ديمقراطية، تعددية، لامركزية”.
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قد وصف مظلوم عبدي أمس الأحد في تغريدة على حسابه على منصة إكس الهجمات التركية بـ”سياسة تجويع واحتلال ترتقي لجرائم حرب” مشيراً إلى إن الهجمات التركية تتم رغم جهودهم المستمرة مع من وصفهم بـ”الحلفاء” لتحقيق الاستقرار.
ولا تعتبر هذه الهجمات الأولى من نوعها من قبل الاحتلال التركي حيث استهدف في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ولعدة أيام، أكثر من 25 منشأة للبنية التحتية في مناطق شمال وشرق سوريا من ضمنها محطات تصفية مياه ومحطات لتوليد الكهرباء ومشافي ومدارس وأبنية حكومية.
ونشرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حينها حصيلة الاستهدافات التركية على مناطقها وأعلنت تضرر أكثر من 5 ملايين مواطن نتيجة استهداف قطاع النفط وما تبع ذلك من تأثيرات على خدمات الغاز والمحروقات وذلك بحصيلة استهداف بلغت 17 موقعاً ومنشآة حيوية كانت تغذي عموم مناطق شمال وشرق بالكهرباء والغاز، واستهداف 11 موقعاً لمحطات الكهرباء وتضرر ما يزيد عن مليوني نسمة، وتضرر موقعين للمياه وتوقف 18 محطة مياه في منطقة الجزيرة، وخرج مشفيين اثنين عن الخدمة في منطقة الجزيرة وكوباني بشكل كلي، وتوقف العملية التعليمية حينها نتيجة استهداف 48 موقعاً تعليمياً وتربوياً، كما توقفت ثلاثة مواقع لمنشآت صناعية عن الخدمة في عدة مناطق من الجزيرة وكوباني.