الرقة – كنان إسماعيل
يعود شبح الخوف من عودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ليسيطر على عبد العزيز الحسين، عند سماعه صوت انفجار وقع في الجهة الغربية من مدينة الرقة، شمالي سوريا، في التاسع والعشرين من الشهر الفائت. ويقول الرجل الخمسيني من سكان الرقة بأن كان مع زوجته وأطفاله الأربعة أطفال بمنزلهم، لحظة وقوع الانفجار.
في التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، هز دوي انفجار مدينة الرقة، وكان موقع الانفجار خلف جامع النور في الجهة الغربية من المدينة، دون أن يسفر عن أية أضرار بشرية أو مادية، تبناه تنظيم “داعش” في اليوم التالي .
يكمل الرجل حديثه مع منصة تارجيت الإعلامية، أنه عند سماعه صوت الانفجار “خاف أطفالي وبدؤوا بالصراخ علي وفي أعينهم شبح ما حدث في الأعوام السابقة ابان الحرب على داعش، ولوهلة اعتقدت أننا نتعرض لهجوم من داعش الإرهابي”.
بعد سبع سنوات من طرد التنظيم الإرهابي من الرقة بعد معارك عنيفة استمرت 166 يوماً، مع قوات سوريا الديمقراطية بمساندة التحالف الدولي، التي تسببت بدمار 80 بالمئة من البنية التحتية في المدينة، بحسب بيانات الإدارة الذاتية، لا يزال سكان المدينة يتخوفون من نشاط خلايا التنظيم الإرهابي. لم يفارق شبح عودة التنظيم إلى الرقة، ذاكرة السكان، بسبب تنفيذه لعمليات وتبينها عبر معرفات مقربة منه بين حين وآخر، يقتصر أغلبها في ريف المدينة، كان آخرها، تبنيها عملية اغتيال عنصرين في الاستخبارات في قوات سوريا الديمقراطية، قرب قرية البارودة في بلدة المنصورة جنوب غربي مدينة الرقة.
ومن سوء حظه، يقع منزل الحسين بالمقرب من مركز قوى الأمن الداخلي الذي هاجمه خلايا تنظيم الدولة، في السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، والذي أسفر عن فقدان ثلاثة مقاتلين من قوات الأسايش وثلاثة من قوات سوريا الديمقراطية لحياتهم، بحسب بيان الأسايش آنذاك الأمر الذي تسبب بزيادة هواجس الخوف لدى السكان من هجمات التنظيم على المنطقة.
ولا يتوانى سكان المدينة ومنهم الحسين مطالبة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتحالف الدولي، بتوفير الأمن والأمان للمنطقة، والقضاء على خلايا التنظيم للأبد.
يثيرون القلق وهم داخل السجون
زادت هواجس سكان الرقة من عمليات استعصاء وفرار لعناصر “داعش” من السجن المركزي في الرقة، بعد الهجوم الذي شنه عناصر التنظيم بداية العام الفائت “سجن الصناعة في الحسكة” وخلف الهجوم الكثير من الأضرار وهجّر سكاناً نتيجة الاشتباكات التي دارات، بين سجناء “داعش” والقوات الأمنية والتحالف الدولي بعد اختراق السجن.
في الرقة، سجنان، أحدهما للأحداث والمخصص للموقوفين المدنيين، والآخر هو السجن المركزي الذي يحتوي على عناصر إرهابي “داعش”، إذ كان في السابق مبنى حكومي يتبع “للحبوب”، ويقع سجن الرقة المركزي في حي الرميلة، بالجهة الشمالية الشرقية من المدينة، بطرف جسر الصوامع والذي يعتبر شارع رئيسي يربط المدينة بريفها الشمالي، والذي يحوي قرابة 2000 سجين من عناصر التنظيم بينهم قيادات، بحسب تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومنذ الثاني والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر2022، أغلقت قوى الأمن الداخلي طريق جسر الصوامع المؤدي لمحيط السجن في الرقة كخطوات احترازية لحماية السجن وتحسباً لأي حالات استعصاء، والذي ما يزال مغلقاً، ويتخوف سكان الرقة وخاصة حي الرميلة الذي يعتبر لصيقاً بسور السجن من عمليات هروب للسجناء من السجن المركزي ، الذي يعتبر مكشوفاً للمارة.
ويقول علي عساف (40) عاماً من سكان حي الرميلة لـ”تارجيت” “إننا وإرهابي داعش المحتجزون في السجن جيران، وفي أي عملية لـ”داعش”على السجن سنكون نحن وأطفالنا مشاريع ضحايا”، ويكمل حديثه “في حال – لا سمح الله – حدثت عملية هروب للسجناء سيكون وجهتهم الأولى هي حينا ومنازلنا كونها ملاصقة للسجن، ومكتظة بالسكان، وذلك لسهولة عملية الاختفاء من الملاحقات الأمنية”. كما وطالب عساف الجهات المعنية بنقل السجن من مركز المدينة إلى الريف في مكان بعيد عن السكان، يكون له تحصينات خاصة بعيداً عن المدنيين.
أرقام وإحصاءات
وبحسب تقرير لمركز الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس العاملة في شمال وشرق سوريا، أنه خلال النصف الأول من العام الجاري قُتل وأُصيب 552 شخصاً على يد التنظيم الإرهابي 363 قتيل و189 إصابة، وأوضح التقرير أن حصيلة ضحايا هجمات التنظيم باستهدافاته المباشرة بلغت 262 قتيلاً و112 مصاباً بشكل عام، حيث قُتل 64 وأصيب 15من القوات الحكومية، ومن قوات سوريا الديمقراطية قُتل 37 وأصيب 75 عنصراً آخرين إلى جانب إصابة 4 جنود أمريكيين ومقتل عشرين عنصر للفصائل السورية الموالية لإيران.
هذا وكانت قسد قد نفذت 84 عملية ضد التنظيم، 18 منها قادها التحالف الدولي، وحكومة دمشق نفذت سبع عمليات، فيما زعمت تركيا القيام بعملية واحدة ضد “داعش” في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة الموالية لها، وفقاً للتقرير.