“بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية”.. تقرير أمريكي: أردوغان يريد احتلال شمال سوريا لتحقيق طموحاته العثمانية
سلطت صحيفة “ناشونال إنتريست” الأمريكية الضوء في تقرير حديث على الممارسات التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الكرد في شمال وشرق سوريا والتي وصفتها بالصراع الوجودي، مؤكدة أن لديه طموحات عثمانية جديدة يريد من خلالها استعادة أمجاد الإمبراطورية السابقة وأيضاً استعادة الهيمنة على الأراضي التي كانت تحت رايتها.
وذكرت الصحيفة أن تركيا المتحالفة مع ما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري” إحدى الميليشيات الموالية لها، تهدف إلى إنشاء “منطقة آمنة” في شمال وشرق سوريا، كما شنت هجوماً في الخامس من أكتوبر المنصرم شمال شرق سوريا، إذ تعتبر أن قوات سوريا الديمقراطية أهدافاً مشروعة لحملتها، ما أدى إلى مقتل 44 شخصاً، بينهم أفراد أمن ومدنيين.
أهداف العثمانية الجديدة في شمال سوريا والعراق
وتعليقاً على ما جاء بالتقرير، يقول الدكتور مايكل مورجان الإعلامي والمحلل السياسي الأمريكي، في تصريحات لمنصة “تارجيت” الإعلامية، إن الرئيس التركي طوال مسيرته لديه هدف واحد وهو إعادة أحياء الولاية أو الدولة العثمانية، وأن يكون بمثابة أمير للمؤمنين ومن ثم السيطرة على المنطقة، وكما نعلم فهو منذ فترة طويلة وعينيه على شمال سوريا، وفي سبيل ذلك كان يسهل دخول وخروج عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأضاف “مورجان” أنه بالتالي فإن ما جاء في تقرير صحيفة “ناشونال إنتريست” الأمريكية صحيح جداً، مؤكدً أن “أردوغان” لن يغير توجهاته، ربما في بعض المواقف نستطيع القول إنه قد أخذ هدنة لإعادة النظر في حساباته، لكن هذا كان مرتبطأ بالتحولات والتغيرات التي تجري في المنطقة، والتي لولاها لكان لديه دوافع أكبر للسيطرة على كثير من الدول بما في ذلك مصر ولكن من خلال ليبيا، لكن القاهرة رسمت له خطأ أحمر فيها، وبالتالي فإنه الآن ترك ذلك قليلاً وعاد للتركيز في السيطرة على شمال سوريا، إلى جانب نهبه مياه العراق.
ويرى “مورجان”، في ختام تصريحاته لمنصة “تارجيت” الإعلامية، أن التنظيمات الإرهابية عملت كأذرع للرئيس التركي في إطار ما يمكن تسميته حروب وكالة لتنفيذ بعض المصالح التركية دون أن يظهر “أردوغان” في الصورة، ففي إطار مواجهته مع الكرد تحالف مع التنظيمات الإرهابية في أوقات بشكل مباشر، وأوقات أخرى بشكل غير مباشر، مشدداً على أن “أردوغان عنده الاستعداد للتحالف مع الشيطان من أجل مصالحه”.
تركيا والتحالف مع التنظيمات التابعة لـ”القاعدة”
ويقول التقرير في جانب آخر، إن تركيا باختصار تتبنى ما يمكن تسميته الوحدوية العثمانية الجديدة، والتي تقوم على إعادة احتلال الأراضي التي يرى “أردوغان” أنها تتبع الأمة التركية والذي يشمل مناطق شمال سوريا، مشيرة في هذا السياق إلى أنه ينبغي على الأمريكيين أن يسألوا قادتهم السياسيين كيف يبدو النصر الاستراتيجي على الإرهاب في سوريا وأنقرة ثاني أكبر جيش في منظمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” تلجأ إلى التكتيكات العدوانية، التي تعرض حياة الأمريكيين للخطر من خلال دعمها الجماعات التي كانت ذات يوم جزءاً من تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأوضح تقرير “ناشونال إنتريست” أن تركيا تدعم هيئة تحرير الشام والتي قالت عنها إنها تحالف من الجماعات الإسلامية السنية المتمردة المتمركزة في شمال سوريا والتي انبثقت من الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، إذ تتمتع الهيئة بسلطة إدارية فعلية في إدلب، مشيرة إلى أن زعيمها دعا في الآونة الأخيرة إلى شن هجمات انتقامية ضد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
بدوره، يقول الدكتور توم حرب رئيس التحالف الأمريكي – الشرق أوسطي للديمقراطية إن الرئيس التركي احتوى في تركيا عديداً من المجموعات الإرهابية سواء من الإخوان وغيرهم عبر السنين، وهؤلاء كانوا يقومون بمؤتمرات دائمة داخل تركيا وقادة حماس يذهبون ومجموعات من النظام الإيراني تذهب إلى بلاده بشكل مستمر، ويتحركون بين الأراضي التركية وقطر، وبالتالي كانت تركيا موقعاً جغرافياً مناسباً للتنسيق بين الجماعات الإرهابية بعلم المخابرات التركية والتنظيم بينهم سواء مع طهران أو الدوحة أو حزب الله أو الجهاد الإسلامي التركية.
وأكد “حرب”، في تصريحات لمنصة “تارجيت” الإعلامية، بشأن موقف “أردوغان” تجاه شمال وشرق سوريا، أن الرئيس التركي يحاول استغلال الأزمات وتوظيفها والاستفادة من ضعف الدور الأمريكي لتحقيق أطماعه في الجزء الشمالي الشرقي من سوريا، وفي ظل أحداث غزة فإن الأوضاع في الشرق الأوسط مرشحة للتصاعد، وهذا يفرض تساؤلات بشأن محاولة النظام التركي استغلال الظروف الحالية للدخول أكثر إلى شمال وشرق سوريا وهذا ربما يحدث، وهنا لا بد من التساؤل كذلك عن موقف الإدارة الأمريكية في هذه الحالة.
وأضاف السياسي الأمريكي أنه بشأن موقف الإدارة الأمريكية، فإن الجمهوريين بلا شك سيقفون بوجه هكذا تدخل، والديمقراطيون وإدارة الرئيس جو بايدن سيكون لها مواقف ضد أي تدخلات تركية في شمال سوريا، ولكن هناك سؤال آخر حول ما باستطاعة الغرب القيام به حال تمادت أنقرة في تداخلها بالشمال السوري أكثر من مجرد الحديث عن عقوبات.
أمريكا والتعاون مع الكرد في ملف الإرهاب
ويلفت تقرير صحيفة “ناشيونال أنتريست” إلى إن واشنطن ميزت في علاقتها مع الكرد بين قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني، إذ دخلت الولايات المتحدة في شراكة مع “قسد” عام 2014، واستمرت علاقاتهما في ظل تهديدات تنظيم “داعش” الإرهابي شمال شرق سوريا.
ولفتت إلى أنه لمكافحة الوجود المتزايد لتنظيم داعش في عام 2014، دخل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في شراكة مع قوات سوريا الديمقراطية كاستراتيجية معتمدة للقضاء على المتطرفين في المنطقة، مع تجنب النشر الجماعي للجنود الأمريكيين في الوقت نفسه.