في إطار حملاتها المتلاحقة لملاحقة عناصر سابقين في فصائل مسلحة وتنظيمات إرهابية دخلوا إلى ألمانيا بين اللاجئين، ألقت الشرطة الألمانية القبض على لاجئين سوريين اثنين في مدينتي كيل وميونخ بتهمة انتمائهما لفصيل “لواء جند الرحمن” في سوريا الذي تصنفه ألمانيا تنظيماً إرهابياً على خلفية مبايعته لتنظيم داعش الإرهابي.
صحيفة “فيلت” الألمانية نقلت عن المدعي العام الألماني، أن أحد السوريين الاثنين اللذين تم إلقاء القبض عليهما، أسس وقاد فصيل “لواء جند الرحمن” المسلح المعارض في عام 2013، ويشتبه بشدة في ارتكابه جرائم حرب، في حين أن المشتبه به الآخر كان يشغل منصباً قيادياً في الفصيل المسلح ذاته، وكان يقود القوات في القتال ضد قوات النظام السوري، وأكدت الصحيفة نقلاً عن المدعي أن المشتبهين لا يزالان رهن الاعتقال”.
قوانين أوروبية صارمة بشأن الإرهاب
الكاتب والمحلل السياسي حسام النجار قال في تصريحات لمنصة تارجيت: “إن القوانين الأوروبية تم سنها لمنع مشاركة أي عناصر تتصف بصفات الإرهاب أو القتل ومن هذا المنحى تعمل على ضبط الحالات الاستثنائية من هؤلاء الذين اندسوا بين اللاجئين، ومن المعلوم للجميع أن سوريا كانت ساحة لعمل جميع مخابرات العالم وكان لدى هذه المخابرات عناصر تعمل داخل داعش وبالتالي من خلال التقارير وعمليات الاستقصاء وتبليغات المتضررين تم الوصول إلى الكثير من أولئك العناصر ومنهم “عامر النكلاوي” الذي انضم إلى العديد من التنظيمات ثم أسس “جند الرحمن”، وهو من بلدة القورية بريف دير الزور شرقي سوريا وبايع تنظيم داعش عند دخوله دير الزور ومن خلال معلوماتي الشخصية عند سؤاله سابقاً عن سبب المبايعة أجاب أنه من أجل حماية أفراد تنظيمه وعائلاتهم، ومن هذا المنطلق تم إجباره على المشاركة في عمليات المداهمة أو القتل، لكن من المعتقد أن سبب قيامه بذلك العمل مقتل أخيه محمد خلال المعارك ضد النظام بدير الزور”.
ويضيف النجار، أن الدول الأوروبية القوية تخطو باتجاه منع وجود أمثال هؤلاء داخل بلدانها خشية نزوعهم لتطبيق عدوانيتهم على المواطنين، وبشكل عام كل هذه الدول لديها القدرة على التمييز بين اللاجئين من خلال مقابلات عدة واستقصاءات واستنتاجات، ورغم ذلك لديها قواعد وقوانين تستطيع من خلالها ضبط اللاجئين داخل التجمعات وبعد دخولهم سوق العمل”.
“شبيحة” لحكومة دمشق بين اللاجئين
وبحسب الباحث السياسي حسام النجار، “فإن الدول الأوروبية لديها ثغرة بحصول أعداد من شبيحة النظام وعناصره على حق الحماية واللجوء من خلال تزييف الحقائق والالتفاف عليها، لكن بشكل عام لن يؤثر هذا على قدوم اللاجئين الجدد أو وضع اللاجئين الحاليين”.
هجوم إرهابي يوقع ضحايا
ويأتي إلقاء الشرطة الألمانية القبض على السوريين الاثنين، بعد أيام على تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أفاد أن مكتب المدّعي العام الاتحادي الألماني وجه اتهامات بالقتل العمد للاجئ سوري، على خلفية ما قال إنه تنفيذه هجومين بسلاح أبيض وقعا بـ”دوافع إسلامية”، مضيفاً أن المشتبه به متهم بطعن رجل حتى الموت في مدينة دويسبورغ في نيسان/ أبريل الماضي، وبهجوم ثان بعد ذلك بأيام قليلة أصيب فيه 5 أشخاص في صالة ألعاب رياضية حيث اعتبر المهاجم أن جميع المتواجدين هناك “كفاراً” ، وأكد المدعي العام الألماني أن المتهم هو من اتباع تنظيم داعش الإرهابي.
يشار، إلى أن تقارير حقوقية عديدة صدرت على مدى السنوات الماضية وثقت وصول العشرات من عناصر الفصائل المسلحة التابعة لتركيا والتنظيمات الإرهابية المتهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، إلى أوروبا مع آلاف اللاجئين عبر تركيا، بعد أن جمعوا مئات آلاف الدولارات من فرض الإتاوات والسرقات والاستيلاء على ممتلكات تعود لمدنيين، كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان عبور عشرات العناصر الذين أرسلتهم تركيا كمرتزقة إلى ليبيا، عبر البحر المتوسط إلى السواحل الأوروبية الجنوبية وصولاً إلى شمال أوروبا، بعد الحصول على آلاف الدولارات لقاء قتالهم إلى جانب “حكومة الوفاق” غربي ليبيا.
وكانت تقارير استخباراتية أوروبية حذرت منذ عام ألفين وخمسة عشر، من أن يستغل تنظيم داعش الإرهابي أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا من أجل دس عناصر وخلايا له داخل القارة الأوروبية، والبدء بتجنيد شباب وتنفيذ هجمات إرهابية هناك، وذلك بعد أن حذر تقرير لمجلة “نيوزويك” الأمريكية من أن غياب استراتيجية متماسكة بين دول الاتحاد الأوروبي سيدفع التنظيمات الإرهابية لاستغلال ذلك وإرسال عناصر إرهابية إلى أوروبا بهدف شن هجمات.