تؤكد تصريحات شيوخ ووجهاء قبائل وعشائر عربية منذ إطلاق عملية “تعزيز الأمن” من قبل قوات سوريا الديمقراطية قبل أكثر من 10 أيام، بشأن نبذ الفتنة ووحدة المصير والعيش المشترك، استحالة جر الأحداث بريف دير الزور شرقي سوريا إلى فتنة بين المكونات ومحاولة بعض الأطراف إظهار ما يجري على أنه حرب بين قسد والعشائر.
فمنذ من اليوم الأول للعملية، قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها لملاحقة خلايا تنظيم داعش الإرهابي والخارجين عن القانون ومروجي ومهربي المخدرات، وأنها أطلقتها بناءً على مطالب وجهاء وشيوخ المنطقة وبالتنسيق معهم، وأن من يشرفون عليها ويقودونها هم أبناء دير الزور أنفسهم، واتهمت حكومة دمشق وإيران بمحاولة تأجيج الأوضاع والدفع نحو فتنة بين شعوب المنطقة عبر إرسال عناصر وأسلحة من منطقة غرب الفرات إلى ريف دير الزور الشرقي، وهو الأمر الذي أكده التحالف الدولي لمحاربة داعش عبر استهدافه قوارب تحمل مسلحين قادمة من غرب النهر.
رفض الفتنة
ثابت الجوهر، أحد شيوخ قبيلة الشرابين العربية، قال في تصريحات لمنصة تارجيت الإعلامية: ” إن بعض مواقع التواصل الاجتماعي والنظام ومرتزقة تركيا والمليشيات الإيرانية تحاول تصوير ما يجري في دير الزور على أنه فتنة عربية كردية وهذا الأمر غير صحيح، مشيراً إلى أن ما حصل هو بناءً على القرار الذي اتخذته قيادة قوات سوريا الديمقراطية بعزل “أحمد الخبيل أبو خولة” قائد مجلس دير الزور العسكري وبعض القيادات الأخرى بالمجلس على خلفية ممارساتهم وإساءاتهم لأبناء دير الزور، وهو مطلب من شيوخ ووجهاء وأهالي دير الزور من قسد لوضع حد للانتهاكات والتهريب عبر المعابر النهرية للنفط والطحين وغيرها من المواد، إضافةً لانتشار تجارة المخدرات”.
تنسيق بين حكومة دمشق وتركيا
وأضاف الجوهر في حديثه لمنصة تارجيت، “أن بعض الأطراف التي تضررت نتيجة ذلك هم من حاولوا تأجيج التوترات وإظهار ما يجري على أنه فتنة عربية كردية، إلى جانب دخول الميليشيات الإيرانية ومليشيات النظام من الدفاع الوطني، بالتنسيق مع تركيا وهو ما ظهر من خلال شن هجمات على مناطق زركان ومنبج والاستهدافات بالطيران المسير، لافتاً إلى أن كل هذه التطورات هي ضمن مخطط ضالع فيه النظام بشكل أساسي عبر إدخال الميليشيات عبر “طرادات” مائية من الضفة الغربية للفرات، وما تبع ذلك من عمليات نهب لمؤسسات الإدارة الذاتية، ومشدداً في الوقت نفسه لاستحالة حدوث فتنة عربية كردية على اعتبار أن 70 في المئة من قوات سوريا الديمقراطية هم من العرب”.
وكانت قبائل وعشائر عربية عديدة بينها قبيلة البكارة، أصدرت بعد يومين على إطلاق عملية “تعزيز الأمن” بيانات تؤكد فيها رفضها لأي محاولات لجر الأحداث إلى فتنة بين المكونات وتدخل بعض الأطراف الأخرى كحكومة دمشق وإيران، وأن عزل المدعو “أبو خولة” من رئاسة مجلس دير الزور العسكري واعتقاله هو مطلب عشائري وأهلي، على خلفية الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبها بحق أهالي دير الزور”.
ويشير الجوهر، إلى أن حكومة دمشق تحاول من خلال تأجيج التوترات بدير الزور وإظهار ما يجري على أنه حرب بين قسد والعشائر، التغطية على المظاهرات الشعبية المندلعة في محافظة السويداء جنوبي البلاد ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة دمشق، مبيناً أن السويداء هي الآن خارج سيطرة الأخيرة بالكامل سواءً مؤسسات عسكرية أو مدنية، إلى جانب أن محافظة درعا ورغم جميع “المصالحات” التي حدثت هي خارج السيطرة أيضاً”.
وبحسب الشيخ ثابت الجوهر، “فإن العشائر بمنطقة الجزيرة بشكل خاص وعشائر المنطقة بشكل عام سواءً في منبج وكوباني والطبقة والرقة ودير الزو، عقدوا عدة اجتماعات وخرجوا ببيانات واضحة تؤكد أن العشائر مع أمن وأمان المنطقة ضد الفتنة ومع أبنائنا وبناتنا في قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي ومؤسسات الإدارة الذاتية، وطالبوا قسد بضرب يد من حديد جميع الخلايا الإرهابية والعناصر الخارجة عن القانون وقطع الممرات المائية التي تستخدم للتهريب”.
ولا بد من الاشارة، إلى أن قوات سوريا الديمقراطية هي خليط من جميع مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان وآشوريين وتضم مجالس عسكرية عديدة تتكون بالدرجة الأولى من أبناء المناطق التي تنتشر فيها هذه المجالس كمنبج ودير الزور وتل تمر والرقة، إلى جانب لواء الشمال الديمقراطي المكون من مقاتلين عرب من محافظات الداخل السوري خاصةً إدلب، وخاضت جميعها منذ تأسيس قسد عام ألفين وخمسة عشر، معارك مشتركة ضد تنظيم داعش الإرهابي بالتعاون مع التحالف الدولي، حتى القضاء عليه عسكرياً بشكل نهائي بريف دير الزور عام ألفين وتسعة عشر.