منذ إطلاق عملية “تعزيز الأمن” بريف دير الزور شرقي سوريا ضد خلايا داعش الإرهابي ومهربي المخدرات والعناصر المخربة، ولواء الشمال الديمقراطي المنضوي في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والذي يضم مقاتلين من محافظات الداخل السوري وخاصة إدلب، منخرط بشكل أساسي بهذه العملية لملاحقة هذه العناصر وتأمين الاستقرار في المنطقة.
اللواء خاض في إطار عملية “تعزيز الأمن” معارك ضد الخلايا الإرهابية والعناصر المخربة في عدة قرى وبلدات بريف دير الزور الشرقي، وفقد خمسة من مقاتليه حياتهم خلال المواجهات في مناطق الشحيل والعزبة والبصيرة، كما أسر عدد منهم لدى المجموعات المسلحة قبل أن يتم تحريرهم وتمشيط العزبة بشكل كامل بالتعاون مع قوات “الكوماندوس”، وفق تأكيد بيانات رسمية لقوات سوريا الديمقراطية.
قائد لواء الشمال الديمقراطي أبو عمر الإدلبي، قال في تصريحات خاصة لمنصة تارجيت الإعلامية: “إن عملية “تعزيز الأمن” متواصلة في ريف دير الزور وفق ما هو مخطط لها وبشكل منتظم ودقيق للحفاظ على حياة المدنيين لاسيما في الشحيل وذيبان، مضيفاً أن قواتهم ما زالت تطارد خلايا المدعو “نواف البشير” المدعومة إيرانياً، وأن النظام السوري يعمل على تأجيج الفتن والضرب على الوتر الطائفي والعشائري لخلق فتنة، وهدفه السيطرة على المنطقة عبر أذرعه المتواجدة في منطقة شمال شرقي سوريا، وهي بعض الخلايا التابعين لنواف البشير”.
وتؤكد تقارير وبيانات تنشرها قوات سوريا الديمقراطية، وجود خلايا وعناصر مسلحة تعمل على تأجيج الأوضاع في ريف دير الزور الشرقي والشمالي وشن هجمات على قسد، مدفوعة من حكومة دمشق وإيران، حيث أعلنت في اليوم السادس من عملية “تعزيز الأمن”، العثور على صواريخ وطائرات مسيرة في بلدة العزبة يرجح أنها جاءت من غرب الفرات، وسط تنسيق مع استخبارات الاحتلال التركي في حملة تحريض وتجييش كبيرة لتأجيج الناس، وتصوير ما يجري على أنه حرب بين قسد وعشائر عربية، وهو ما بدا جلياً في الهجمات التي شنها الاحتلال والفصائل التابعة له على قرى بريف منبج شرقي حلب بالتزامن مع حملة “تعزيز الأمن”، و”إثناء” شخصيات ومسؤولين في حكومة دمشق على الهجمات ضد القرى والبلدات الواقعة على خطوط التماس مع المناطق المحتلة بالشمال السوري، التي تشنها فصائل مسلحة بشكل منسق.
تنسيق بين تركيا وحكومة دمشق
ويشير أبو عمر الإدلبي، “إلى أنه تبين خلال الآونة الأخيرة أن هناك اتحاد بين نظام الأسد والاحتلال التركي، عن طريق القنوات الإخبارية التي تقوم بتأجيج الفتن وتصوير ما يجري في دير الزور على أنه خلافات عشائرية بين الكرد والعرب، مشدداً على أن هنالك مخططات من قبل نظام الأسد وتركيا لإثارة فتنة بين مكونات المنطقة ومحاولة جعل الحرب بين كرد وعرب، لكن هذه المخططات باءت بالفشل ولم تحقق أهدافها، متعهداً بالسيطرة على الأوضاع بشكل كامل خلال الساعات القليلة القادمة والتخلص من المجموعات المسلحة”.
التقارير عن تنسيق بين كل من تركيا وإيران وحكومة دمشق من أجل تأجيج التوترات في منطقة شمال وشرق سوريا، وصولاً إلى محاولة السيطرة على حقول النفط، أشار إليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي تحدث عن مساع من قبل تركيا ودمشق وجماعة حزب الله ومن ورائهما إيران، لشحن الأجواء وبدء حملة تحريض وتجييش عبر وسائل الإعلام التابعة لهذه الأطراف أو المقربة منها، إلى جانب إرسال عناصر مسلحة مدعومة إيرانياً من غرب الفرات إلى قرى الريف الشرقي لدير الزور لاستهداف قسد، حيث دمر التحالف الدولي لمحاربة داعش، قوارب تحمل عناصر قادمة من غرب الفرات.
التحالف الدولي يراقب عن كثب
ولفت قائد لواء الشمال الديمقراطي أبو عمر الإدلبي، إلى أن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي لعملية “تعزيز الأمن”، هو مراقبة نهر الفرات وخطوط التماس بين مناطق سيطرة قوات حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، مؤكداً أن قوات التحالف استهدفت مؤخراً قاربين يحملان أسلحة للخلايا المتواجدة بشمال وشرق سوريا.
شريك أساسي لقسد
يشار، إلى أن مشاركة لواء الشمال الديمقراطي الذي يضم مقاتلين عرب من محافظات سورية أخرى كحلب وإدلب وغيرها، تفند ادعاءات الأطراف التي تحاول تصعيد الأوضاع في دير الزور، وبث دعاية تحريضية وتصوير ما يجري على أنه حرب كردية عربية، على اعتبار أن جميع مقاتلي اللواء هم من العرب وشاركوا في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي منذ عام ألفين وخمسة عشر وساهموا في تحرير عدد من المناطق على رأسها مدينة الرقة العاصمة المزعومة للتنظيم والباغوز آخر معاقله في ريف دير الزور الشرقي.