منذ السابع والعشرين من آب/ أغطس أطلقت قوات سوريا الديمقراطية عملية “تعزيز الأمن” على ثلاثة محاور بريف دير الزور شرقي سوريا، لملاحقة خلايا تنظيم داعش الإرهابي والمخالفين للقوانين ومروجي المخدرات، أسفرت عن إلقاء القبض على العشرات منهم، وتخللها في اليوم الثاني فرض حظر للتجوال في مدينتي الحسكة والشدادي وبلدة الهول قبل أن يتم رفع الحظر بالحسكة لاحقاً.
وبعد ثلاثة أيام متواصلة من الاشتباكات، أعلنت قسد في بيان، تمشيط بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، والقضاء على جميع الخلايا التابعة لتنظيم داعش فيها، بعد عملية جاءت بالتعاون بين قوات الشمال الديمقراطي وقوات الكومندوس، وتم خلالها تحرير الأسرى لدى التنظيم الإرهابي، وإلقاء القبض على الإرهابيين الذين تسببوا بمقتل مقاتلين من القوات العسكرية، وذلك بعد أن أعلن المركز الإعلامي لقسد أن قواتهم ألقت القبض على 3 إرهابيين أثناء مهاجمتهم دورية عسكرية قرب قرية “سعدة” على طريق الصور – ومركدة بريف دير الزور.
تحذيرات من الانجرار للفتنة
ومع استمرار عملية “تعزيز الأمن”، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان، الأهالي بريف دير الزور للتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية في القضاء على خلايا داعش ومروجي المخدرات، مؤكدةً أن كل ما يتم الترويج له من افتراءات ومعلومات مزيفة هو عبارة عن تشويه لمساعي القوات الأمنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة، ومطالبة الأهالي بعدم الانجرار وراء المخططات التي تهدف للفتنة وخدمة الأعداء وضرب الأمن والاستقرار، ولافتةً في الوقت نفسه إلى أن منطقة شمال وشرق سوريا تواجه مخططات فتنة ومشاريع لضرب المكونات ببعضها والنيل من حالة الاستقرار، بالتزامن مع التهديدات والهجمات المستمرة للاحتلال التركي على المنطقة.
ويأتي بيان الإدارة الذاتية، بعد أن أكدت الإدارة المدنية في دير الزور، دعمها الكامل لعملية “تعزيز الأمن” التي أطلقتها قسد بالمحافظة، مطالبةً الأهالي بالالتفاف حول قسد لإرساء الأمن والاستقرار، في حين دعت قبيلةُ البكارة العربية في بيان، أبناءَها إلى عدم الانجرار وراء الفتنة وعدم الاستجابة للدعوات القبيلة التي يطلقها بعض قادة مجلس دير الزور العسكري في مواجهة قسد، مؤكدةً أن هذا التحرُّك كان ضرورياً للقبض على مجرمٍ قَتل واغتصب وشرَّد واختطف مئات المدنيين، في إشارةٍ إلى أحمد الخبيل “أبو خولة” قائد مجلس دير الزور العسكري.
ترسيخ الأمن والحل الديمقراطي
الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو قال في تصريحات لمنصة تارجيت: “إن أهمية العملية التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية في هذه اللحظة – “تعزيز الأمن”- لا تقل عن أي عملية أطلقتها منذ بداية تشكلها وتحريرها للمناطق من تنظيم داعش الإرهابي، إذ ليس من السهل كما يظن البعض أن يتم تحرير المناطق من الإرهاب والاستبداد والحفاظ في الوقت ذاته على مشروع بحجم الإدارة الذاتية في ظل أجواء إقليمية وعالمية وحتى في بعض المناطق السورية تمهد لسطوة الأفق والرؤى الضيقة القومية منها والطائفية الدينية“.
ويضيف ديبو، أن ما تقوم به قسد هو لمنع انزلاق أي منطقة قامت بتحريرها ومكنت لدرجة معقولة شعبها من إدارة أنفسهم بشكل ذاتي ومدني، كما أنها لن تسمح عودة أي طرف يمهد لعودة الاستبداد أو التطرف الديني، وما تقوم به ترسيخ مشروع الحل الديمقراطي لسوريا واجتثاث كل فكر نمطي مهما يكن داعمه“.
وفي اليوم الرابع من عملية “تعزيز الأمن”، أعلن مجلس دير الزور العسكري وبموافقة المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية في بيان، عزل أحمد الخبيل “أبو خولة” من قيادة المجلس على خلفية الشكاوى المقدمة ضده من الأهالي وبناء على أمر اعتقال بحقه من النيابة العامة بشمال وشرق سوريا، بسبب ارتكابه العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله مع جهات خارجية معادية للثورة وارتكاب جرائم جنائية واستغلال منصبه في مصالحه الخاصة، إلى جانب إنهاء مهام 4 أشخاص آخرين ضمن المجلس على علاقة مباشرة بتلك الجرائم والتجاوزات.
عيش مشترك ووحدة مصير
وبحسب سيهانوك ديبو، “فإن التوصيف الدقيق والمنصف هو أن قوات سوريا الديمقراطية ضمان حاسم وعامل معزز للسلم الأهلي والعيش المشترك ولأخوة الشعوب ووحدة المصير، أما الأصوات التي تبتغي جر المنطقة لصراعات بينية على أساس الدين أو القومية، فليتأكدوا أن حطب الصراعات هذه غير موجود في مناطق الإدارة الذاتية إن لم نقل قد أفل زمانه تماماً، مشيراً إلى أنه تم سماع أصوات تدعو لجر المنطقة لفتن أو على الأقل الاستثمار بما يحدث وفق ما جرت عليه العادة، لكن لم يتم التوقف عندها ولم تحرك ساكناً، وهؤلاء يؤدون أدواراً وظيفية وهم أحجار وبيادق على رقع الغير ولا مكان لهم ولأفكارهم ولا يحظون بأي تأثير في أي منطقة من مناطق الإدارة الذاتية“.
تركيا وإيران وحزب الله
من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في تصريحات لقناة العربية، إن إيران وتركيا وحزب الله يعملون على إشعال حرب عربية كردية في منطقة دير الزور، ومؤكداً أن بيانات العشائر التي تحرض على قضية عرب وكرد جاءت من غرب الفرات، حيث يتم العمل على إثارة النعرات وخلق فتنة عربية كردية في منطقة الجزيرة ولكن هذه المساعي فشلت، وهناك وساطات مستمرة من العقلاء من أبناء دير الزور والجزيرة مثل حاجم البشير وشيوخ العكيدات، مشيراً إلى أن قسد تأخرت كثيراً بعزل شخص فاسد مثل “أبو خولة” الذي ارتكب إلى جانب شقيقه انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.