محسن العمري
حذر الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة منير أديب في تصريحات هاتفية لـ منصة “تارجيت” من إعلان تنظيم داعش الإرهابي تأسيس دولة جديدة خلال الفترة المقبلة.
وقال أديب أنه منذ قرابة 5 أعوام وبالتحديد في 22 مارس 2019 تم الإعلان عن سقوط دولة داعش وخلافتها المزعومة، مشددا على أن سقوط دولة داعش لا يعني انتهاء داعش كتنظيم وفكرة.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، قد أعلن الجمعة، حصيلة هجمات قال إنه نفذها الأسبوع الفائت، في سوريا والعراق ومناطق بإفريقيا وآسيا، فيما تبنى هجمتين داميتين ضد القوات الحكومية وسط سوريا.
وأكد الباحث أن داعش لم تنتهي الذي انتهى هو دولة داعش التي كان يسيطر فيها التنظيم على بقعة جغرافية واسعة امتدت من الموصل العراقية للرقة السورية وذلك على مدار خمس سنوات متصلة حتى أعلن عن سقوطه في مارس 2019 بعد العمليات التي نفذها ضده تحالف عسكري من 80 دولة.
وأشار إلي أنه بعد 5 سنوات من الإعلان عن سقوط دولة داعش مازال التنظيم موجودا بدليل رصد عمليات للتنظيم في مناطق مختلفة سواء كان في خراسان أو إفريقيا أو سوريا أو العراق.
وكانت صحيفة “النبأ” الإلكترونية التابعة لتنظيم “داعش”قد كشفت في عددها الأخير عن تنقيذ ست هجمات في سوريا الأسبوع الفائت، أربعة منها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الرقة ودير الزور، وعمليتين في مناطق النظام بجانب استهداف الجيش العراقي بثلاث هجمات شمال بغداد.
وفي غرب إفريقيا، نفذ التنظيم بحسب الصحيفة التابع له 13 هجوما ما أدي لمقتل وإصابة 32 شخصاً، وفي وسط أفريقيا قتل التنظيم 28 شخص، في خمسة عمليات، وفي موزمبيق تحدث التنظيم عن ستة هجمات أوقعت 19 شخصاً بين قتيل ومصاب، فضلا عن 3 هجمات في ولاية الساحل الأفريقي وهجمة وحيدة في خراسان.
وبحسب الباحث فإن ما عزز بقاء التنظيم بعد 5 سنوات من سقوط دولته المزعومة أن الدول التي يتواجد فيها التنظيم لم تبذل جهود حقيقية في مواجهته سواء بشكل أمني أو عسكري أو فكري وثقافي.
كما يري الباحث أن المجتمع الدولي قصر كثيرا في مواجهة هذا التنظيم وهو ما أدى الى تنامي قوة داعش فضلا عن الحروب والصراعات التي ضربت العالم بدءا من الحرب الأوكرانية بشرق أوروبا المستمرة منذ عامين إنتهاء بحرب غزة مرورا بما يحدث في السودان واليمن فضلا عن الانقلابات العسكرية التي شهدتها النيجر وبوركينا فاسو ومالي وعواصم افريقية كثيرة.
ويؤكد الباحث أن الحروب والإنقلابات تمثل بيئة مناسبة لكل جماعات العنف والتطرف وتحديدا داعش، معتبرا أن كل المؤشرات تؤكد أن التنظيم ما زال موجودا وأنه قد ينجح في اقامة دولة جديدة بعدما سقطت دولته بالشرق الاوسط، لافتا إلي أن شكل الدولة التي يسعى التنظيم لاقامتها قد يختلف عن التي أسسها بسوريا والعراق قبل سنوات.
وأوضح أن ملامح الدولة الجديدة لم يتم حسمها فقد تكون السيطرة فيها روحية أو جغرافية أو أمنية ولكن المؤكد أن هناك دولة قادمة لداعش وهناك سيطرة للتنظيم على مناطق واسعة بدليل أنه نجح في تنفيذ عشر عمليات في شمال شرق سوريا خلال الأسبوع الفائت وأربع عمليات في بغداد وإفريقيا ومنطقة خرسان وغيرها من المناطق.
وختم خبير الجماعات المتطرفة تصريحاته بتحميل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن عودة داعش بهذه القوة في ظل الحروب والصراعات التي تضرب العالم والتي كانت بمثابة البيئة الخصبة لتنامي التنظيم وعدم تعزيز الجهود الدولية في مواجهته بل تم استخدام التنظيم وتنظيمات أخرى كثيرة في الحروب والصراعات الدائرة.