محسن العمري
أشارت ناشطات نسوية إلى وجود حالة تميز للمرأة الكردية في ظل الأزمات والحروب التي تشهدها المنطقة، حيث تختلف الرؤية الكردية للحركة النسوية عن باقي الحركات النسائية.
وقالت بشرى علي، رئيسة رابطة “جين” النسائية في لبنان لـ”تارجيت” إن “المرأة الكردية تميزت برؤية نسائية استراتيجية وخطة بديلة غير مسبوقة”.
فيما وصفت الناشطة المصرية فريناز عطي التجربة النسوية الكردية في شمال سوريا بأنها تجربة “فريدة من نوعها”.
وتُرجع علي سبب التميز النسوي الكردي إلى ما وصفته بـ”استنباط الدروس التاريخية من الحركات النسائية والارتكاز إلى الإرث النضالي النسائي العالمي”.
وأعتبرت رئيسة الرابطة اللبنانية الكردية أن الفضل في مسار نشاطهن النسوي يعود لفلسفة “الزعيم والمفكر صديق المرأة عبدالله أوجلان”، وأضافت بأن أفكار الزعيم السياسي الكردي المعتقل في تركيا منذ أواخر القرن الماضي كانت المفتاح للحركة النسوية الكردية بالتطور لتكون رائدة لشقيقاتها من الحركات الأخرى.
فريدة من نوعها
وبدورها، أشارت فريناز عطي إلى دور أوجلان في منح المرأة الكردية ما وصفته في سياق حديثها بـ”الحرية والتقدير”، وبأن دوره كان ما عزز من مكتسبات المرأة الكردية دون غيرها من نساء الشرق الأوسط.
وبحسب الباحثة المصرية، فإن المرأة الكردية لم تكتف بما منحته لها ثورة شمال سوريا من مكتسبات بل سعت لتعزيز وتطوير تلك المكتسبات، وأستطاعت أن تكون لها تأثير ملموس في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما تشكلت التنظيمات النسوية التي ساهمت في تعزيز دور المرأة في المجتمع بشكل كامل.
وترى الباحثة أن ما يميز فكر أوجلان هو أنه لم ينادي بالتنافس بين الرجل والمرأة، بل دعا للمشاركة بين الجنسين في بناء الأسرة الحرة، وصولًا للأمة الحرة الديموقراطية، وهو ما تجسده تجربة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.
وأضافت أن أوجلان استحدث في أفكاره دورًا كبيرًا للمرأة في الدفاع الذاتي الذي ميز المرأة الكردية عن غيرها من نساء الشرق الأوسط، حيث أصبح لها دورًا كبيرًا في الدفاع عن قضيتها وأرضها، لافتةً إلى نجاح المرأة الكردية في مهمة الدفاع الذاتي وما قدمته في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي عزز من مكتسبات المرأة الكردية بصورة كبيرة.