باحثة: الكرد كلمة السر في صفقة بيع طائرات f16  لتركيا

محسن العمري

اعتبرت د.شيماء سمير الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية في تصريحات هاتفية لـ منصة ” تارجت” أن التضييق على الكرد بالسويد هو كلمة السر وراء صفقة بيع طائرات f16  الأمريكية لتركيا.

وتري الباحثة أن تصديق الكونجرس الأمريكي على بيع صفقة الطائرات f16 لأنقرة أمر حتمى ؛ وذلك بعد أن زالت أهم عوائق رفض واشنطن إتمام الصفقة إثر تصديق أنقرة مؤخراً على قرار انضمام السويد لحلف الناتو .

ورفضت الجمعية العامة لمجلس الشيوخ الأمريكي، الجمعة 1 مارس/آذار 2024، مشروع قانون يحظر بيع مقاتلات F16 لتركيا، قدّمه السيناتور راند باول، بعدما عرقل مجلس الشيوخ بفارق كبير في الأصوات، في محاولة لوقف بيع الطائرات ومعدات تحديث لتركيا بقيمة 23 مليار دولار.

وصوت المجلس بأغلبية 79 صوتاً مقابل 13 ضد قرار عدم الموافقة على البيع الذي قدمه السيناتور الجمهوري راند بول، ووافقت إدارة الرئيس جو بايدن على صفقة طائرات إف 16 بعد موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.

وأشارت الباحثة إلي الصفقة سبق واعترضتها عدة عوائق جعلتها تتخذ مسيرة طويلة من المفاوضات، كان أهمها الاعتراض الذى أبداه الكونجرس الأمريكي خاصة الحزب الديمقراطى الذى عمل على تعطيل الصفقة بدافع القلق من التوترات الحدودية بين كل من تركيا واليونان خاصة في ظل طلب اليونان هي الأخرى لصفقة طائرات من طراز أحدث في ظل النزاعات التي بين البلدين على موارد الطاقة في منطقة شرق المتوسط ، علاوة على السجل الحافل بالمساوئ لتركيا في مجال حقوق الإنسان ، مع التلويح بتعليق تلك الصفقة وربطها بتصديق تركيا على موافقة انضمام السويد لحلف شمال الأطلسى.

كانت تركيا قد رفضت مراراً وتكراراً التصديق على طلب انضمام السويد للناتو وذلك إثر خلفية إيواء السويد لمجموعات كردية تابعة لحزب العمال الكردستانى التي تصنفها أنقرة باعتبارها مجموعات إرهابية؛ وطالب أردوغان السويد بعمل مزيد من الإصلاحات خاصة في قوانين مكافحة الإرهاب شرط التصديق على طلب الانضمام للناتو، مع حث واشنطن على إتمام صفقة طائرات الF16.

وأردفت الباحثة أن استجابة استوكهولم للطلب التركي واتخاذها خطوات جدية نحو التضييق على الوجود الكردي على أراضبها وتعديل دستورها مع إستحداث قانون جديد لمكافحة الإرهاب ساهم في تليين الموقف التركى وتلبية شروط تركيا للمصادقة مما دفع البرلمان التركى على المصادقة مؤخراً على قرار انضمام السويد إلى الناتو.

وتري أنه بتحقيق السويد لشروط تركيا وتصديق تركيا على طلب انضمام السويد وضعت تلك الأمور حداً لرفض الكونجرس إتمام صفقة بيع طائرات f16 لتركيا ، خاصة في ظل محاولات واشنطن الموازنة بين كل من صفقة طائرات اليونان وصفقة طائرات تركيا وعدم خسارة أي من الحلفاء في الناتو، خاصة وأنها تسعى لتوسيع نطاق عضوية الناتو على ضوء تقوية الجبهة الغربية ضد النفوذ الروسى وحربه مع أوكرانيا ما دفع الكونجرس الأمريكي إلى التصويت على قرار البيع لتركيا بأغلبية 79 صوت مقابل 13 صوت رافض لقرار إتمام الصفقة، حيث أرسلت الخارجية الأمريكية أخيراً مسودة خطاب قبول البيع للعرض على تركيا، مما بات إقراراً نهائياً بإتمام الصفقة ما دام الكونجرس لم يتدخل بمنع قرار البيع في غضون 15 يوماً كما ينص القانون الأمريكي.

وكانت إدارة بايدن قد أبلغت الكونغرس رسمياً في 26 يناير/كانون الثاني نيتها المضي قدماً في بيع 40 طائرة من طراز إف-16 التي تنتجها لوكهيد مارتن، وما يقارب 80 من معدات التحديث لتركيا، وذلك بعد يوم من إتمام أنقرة التصديق الكامل على عضوية السويد في الناتو.

قد يعجبك ايضا