بعد زيارة أردوغان للقاهرة… هل تتوسط مصر بين تركيا والحكومة السورية؟

محسن العمري

جاءت زيارة أردوغان العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء 14 شباط/فبراير لتغلق صفحة خلافاته مع مصر من بعد وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسلطة بعد الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي المحسوب على تنظيم “الإخوان المسلمين”.

 وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها كتتويج لمحاولات التقارب المستمرة بين الطرفين خلال العامين الماضيين بعد عقداً من انقطاع الزيارات الدبلوماسية بين البلدين.

وكانت قد شهدت العلاقات بين القاهرة وأنقرة ففي الآونة الأخيرة تحسناً ملحوظاً، حيث أعلن الطرفين في يوليو/تموز الماضي، إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء. كما سبق وتصافح السيسي وأردوغان في افتتاح كأس العالم الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة عام 2022.

فيما يستبعد مراقبون أن يكون لزيارة أردوغان تأثيراً على الأوضاع بسوريا ولا سيما بأن الأزمة السورية لم تكن على طاولة المباحثات بين السيسي ونظيره التركي، بينما يصف خبراء آخرون زيارة أردوغان بـ”البراجماتية” ولا سيما كونه خطوة تقاريبية مع الحكومة المصرية التي طالما لوصفها أردوغان بالـ”غير شرعية” بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين من حكم مصر عام 2013.

مصلحة تركية

وقال الدكتور أسامة السعيد الباحث فى الشؤون التركية في تصريحات هاتفية لمنصة “تارجيت” بأن  زيارة أردوغان للقاهرة تأتي تتويجا للتحسن المستمر في العلاقات المصرية التركية، معللاً ذلك بوجود مصالح تركية عديد مع مصر في الوقت الراهن على صعيد العلاقات الإقتصادية التلي حققت تقدماً كبيراً في الفترة الأخيرة، بالإضافة لتقاطع وتشابه المواقع المصرية والتركية حول الأزمة في قطاع غزة.

فيما يعتبر الدكتور بأن تراجع أنقرة عن الدخول في ملف الوساطة بأزمة غزة جاء على اعتبار بأن قضية غزة شأن قطري ومصري على الرغم من محاولات حركة حماس على إشراك أنقرة بالموضوع.

ونوه في سياق حديثه إلى وجود ملفات عالقة تحتاج فيها تركيا لدعم مصري وعلى رأسها العلاقات اليونانية والقبرصية التي وصفها الدكتور بـ”القوية جداً” مع مصر التي سيكون لها دور في تبريد الأجواء في شرق المتوسط.

الاحتلال التركي لسوريا

وفي الشأن السوري، استبعد الدكتور فكرة تواسط مصر بين أنقرة ودمشق في ظل وجود تواصل مفتوحة بين الأخيرتين، إلى جانب وجود “أطراف أكثر فاعلية فيما يتعلق بمحاولات التقارب التركي السوري”.

وأكمل حديثه بالقول “مصر لديها موقف واضح وأعلنته رسمياً منذ فترة طويلة، حيث دعت تركيا للإنسحاب من الأراضي السورية إلى جانب رفض القاهرة لتواجد أي قوة أجنبية على أراضي أي دولة عربية وفي ظل استمرار تركيا في احتلال مناطق في الشمال السوري، سيكون من الصعب قيام مصر بأي وساطة بين أنقرة ودمشق”.

وشدد في نهاية حديثه على “استمرار الاحتلال التركي لمناطق الشمال السوري يعقد العلاقات التركية مع مصر التي من غير من الممكن أي تلعب أي دور يذكر في حل الأزمات الاقتصادية”.

قد يعجبك ايضا