لقاء أمني بين تركيا وسوريا برعاية روسية وخلاف على الشروط والمطالب

كشف موقع “إنتلجنس أونلاين” المعني بالشؤون الاستخباراتية، عن لقاء جمع بين نائب الرئيس السوري في الشؤون الأمنية على مملوك، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان، برعاية روسية، في إطار التعاون الأمني الذي لم ينقطع بين الطرفين بحسب تصريحات المسؤولين الأتراك، ومحاولات أنقرة في التقارب مع حكومة دمشق في تغير مفاجئ بسياساتها تجاه القضية السورية.

وقال الموقع الفرنسي إن روسيا “رعت اجتماعاً جديداً بين مملوك وفيدان، حرصاً على لعب دور الوسيط بين تركيا والنظام السوري”، مضيفاً أن “نتائج الاجتماع لم تكن مرضية، إلا أنه سمح للجانبين عرض مطالب كل منهما وشروطه”، في إشارة واضحة إلى أن هذا اللقاء لم يقتصر على بحث الملفات الأمنية والاستخباراتية فقط كما حدث في الاجتماعات السابقة بين الطرفين.

وفي السياق ذاته، قال الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي، محمود حبيب، في تصريح لمنصة تارجيت الإعلامية: “عندما تكون الاستخبارات هي من تقود سياسات الدولة واقتصادها وجيشها كما هو الحال في سورية، وباقي المؤسسات عبارة عن هياكل عمل إداري لا أكثر فيجب أن ننظر إلى اللقاءات الامنية بعين الأهمية الكبرى، وما يتم مناقشته يشمل كل المواضيع إذ لا محرمات ولا أسرار تغيب عن الاستخبارات وخصوصا في سورية”.

وتابع المتحدث العسكري في اتصالٍ هاتفي مع منصتنا قائلاً: “اعتقد أن لكل طرف مصالحه التي يريد تحقيقها، ومنها رغبة الطرفين في القضاء على تجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، موضحاً أن “ما يمنع الطرفين من القيام بهذا الفعل هو الرفض الدولي من الإضرار بهذه الإدارة وليس عدم اتفاق الطرفين”، مضيفاً  أن “هناك ملفات أخرى قد جرى التباحث فيه مثل اللاجئين واتفاقية أضنه وتفكيك المعارضة”.

التواصل الأمني بين أنقرة ودمشق لم ينقطع

ونَقَلَ موقع “المدن” اللبناني عن مصدر في حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا في نيسان الماضي، أن موسكو احتضنت لقاء بين سوريا وتركيا على مستوى استخباراتي لبحث ملفات أمنية، في حين نفت وسائل إعلام سورية رسمية حدوث مثل هذا الاجتماع مشيرة إلى تسريب مثل هذه الأنباء “لا تتعدى كونها بروباغندا إعلامية تركية مفضوحة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تركيا.”

وكانت وكالة “سانا” للأنباء السورية، قد ذكرت أن أول لقاء جمع بين مملوك وفيدان في روسيا منذ اندلاع الأزمة السورية جرى يناير/كانون الثاني 2020، حيث تم التباحث حول ملفات أمنية منها التواجد العسكري التركي في الأراضي السوري، فيما أشار مسؤولون أتراك في تصريحات عدة أن التواصل الأمني بين الطرفين لم ينقطع.

أنقرة تغازل دمشق والشارع السوري ينتفض بوجهها

وشهدت الآونة الأخيرة تغييراً مفاجئاً في سياسة الإدارة التركية تجاه النظام السوري، لا سيما بعد قمتي طهران وسوتشي، حيث صرّحَ أردوغان أنه يجب اتخاذ خطوات متقدمة للتقارب مع حكومة دمشق فيما أشار قبله وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو إلى ضرورة إيجاد طريقة للمصالحة بين المعارضة ونظام الأسد كاشفاً عن لقاء قصير جمعه مع فيصل المقداد وزير الخارجية السورية.

تطورت تصريحات المسؤولين الأتراك تجاه نظام الأسد إلى حد المغازلة، حيث تناولتها وسائل إعلام عدة أن هذا بداية لترتيب لقاءات سياسية على مستوى عالي أو على الأقل حدوث اتصال هاتفي بين رئيسي الحكومتين، لفتح صفحة جديدة في العلاقات، فبعد أن أوضح أردوغان أن اللقاءات الأمنية بين البلدين لم تنقطع وما تزال متواصلة، إلا أنه عاتب الأسد عن تقصيره في محاربة قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة والقضاء على الإدارة الذاتية.

وأوضح حبيب معلقاً على محاولات التقارب بين أنقرة ودمشق: “حتى الآن لم نشهد تحركات على الارض توحي ببداية لتنفيذ أي اتفاق جديد، الاتفاقات القديمة كانت تُطبق وكنا نراقب تفاصيلها من تسليم الارض إلى تفتيت الثورة إلى إدخال الجهاديين، وصولاً إلى حرف المسار الدولي لحل الأزمة السورية واختصاره بسوتشي وأستانا”.

وأشار حبيب إلى أنه “يتم تمهيد الأرضية إعلامياً لحصول شيء ما بخصوص هذا التقارب، واعتقد بأنه سيتم وضع المعارضة على طاولة البيع في وقت تحتاج فيه تركيا لذلك لقاء مقابل ما من النظام السوري وذلك بعد أن أوصلت المعارضة الى الحضيض، فلا أحد سيحزن او يلوم تركيا لأن تلك المعارضة باعت نفسها بحفنة من الدولارات للمشغل التركي ولن يكون لها باكٍ، وأعتقد أن جناح في المعارضة لا يمانع بالمصالحة مع الأسد”.

هاني جليلاتي

قد يعجبك ايضا