قصف إسرائيلي مُتزامن وغير مسبوق على مطار حلب الدولي ومواقع في محيط العاصمة دمشق، باعتباره الاستهداف رقم “23” من نوعه منذ بداية العام الجاري ضد مواقع عسكرية للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها ضمن مئات الضربات الجوية والصاروخية خلال السنوات الماضية التي استهدفت بحسب مراقبين القدرات العسكرية المحظورة وغير المسموح لطهران بامتلاكها ما يُعطي مؤشرا على أن إسرائيل ماضية في تصعيدها ضد النفوذ الإيراني في سوريا.
التحول إلى مرحلة جديدة
صحيفة “الشرق الأوسط”، قالت إن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت عبر 4 صواريخ مدرجاً للطيران في مطار حلب الدولي ومستودعات بمحيطه، ما أدى إلى خروج المطار عن الخدمة وحدوث انفجارات عنيفة يرجح أنها بسبب شحنة صواريخ إيرانية، حيث كشفت العديد من التقارير الإعلامية هبوط طائرة إيرانية تحمل شحنة من الأسلحة والمعدات العسكرية أعقبها بعد فترة قصيرة غارات جوية إسرائيلية استهدفت المطار والمستودعات المحيطة به، لتعود إسرائيل بعد ساعة فقط من قصف مطار حلب، وتستهدف مواقع عسكرية في منطقة الكسوة بريف دمشق.
يأتي ذلك بالتزامن مع نشر الموقع الإلكتروني الإخباري “ذا درايف” منذ عدة أيام صوراً بالأقمار الاصطناعية أكدت أنباءً تفيد بأن روسيا سحبت نظامها الصاروخي المضاد للطائرات “أس – 300” والتي وصلت إلى سوريا عام 2018، حيث لم تضعها روسيا في قاعدتها الجوية أو البحرية في اللاذقية وطرطوس اللتين لا تزالان محميتين بأنظمة دفاعية جوية متقدمة، بل نشرتها في الداخل السوري لحماية أهداف حيوية… الأمر الذي يثير التكهنات حول إعطاء الروس الضوء الأخضر لإسرائيل والسماح لها بضرب أهداف ومواقع إيرانية على امتداد الأراضي السورية، خاصة أن منظومة الصواريخ الروسية تلك قامت بالرد على المقاتلات الإسرائيلية أثناء قيامها بغارات جوية على أهداف داخل سوريا في شهر أيار/ مايو من العام الجاري، كما يعتبر القصف الإسرائيلي الأخير في محيط طرطوس التي تعد قاعدة لروسيا، مؤشرا بارزا، حول الدخول في مرحلة جديدة من التصعيد خاصة أن الجانب الروسي لم يعلق على الغارتين، في الوقت الذي زادت إسرائيل من تصعيدها ضمن فرضية التحول إلى مرحلة جديدة.
حكومة دمشق تُحذر الإيرانيين
التصعيد الإسرائيلي والتجاهل الروسي جاء مع تحذيرات أطلقتها حكومة دمشق ضد الإيرانيين في سابقة هي الأولى من نوعها تحت ذريعة الخوف من اندلاع حرب شاملة، لتكشف صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلا عن مصدر سوري مقرب من القوات الإيرانية في دمشق، عن عقد اجتماع سري ضم خبراء عسكريين من سوريا والعراق، إضافة إلى “حزب الله” و “لواء القدس” الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، مؤكداً أن مسؤولي حكومة دمشق طلبوا من الإيرانيين عدم استخدام الأراضي السورية كقاعدة لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل حتى لا يخاطروا بحرب شاملة في وقت تعاني فيه حكومة دمشق من الضعف، وأن يكون الرد على الضربات الإسرائيلية باستهداف القواعد الأميركية في سوريا، على أمل أن تضغط واشنطن بعد ذلك على تل أبيب للتوقف عن قصف المواقع الإيرانية.
أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية فهي أمام فرصة تاريخية للوصول إلى اتفاق نهائي مع إيران حول برنامجها النووي، وبالتالي ستستطيع بعد ذلك التضييق على طهران في سوريا، من خلال التدخل بشكل مباشر في المشهد العسكري السائد دعماً لإسرائيل.. فهل بدأت فعلاً عملية إنهاء التواجد الإيراني في سوريا ثم بعد ذلك بمناطق أخرى؟